ولفتت المصادر عينها، إلى أنّ "هذه الضربات تزامنت مع تقدم قوات عراقيّة نظاميّة مسنودة بمليشيات مسلّحة نحو مدينة بيجي (30 كيلومتراً) جنوب تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين".
وقال مسؤول عسكري عراقي إنّ "غارات أميركيّة مكثّفة تشهدها المناطق الشمالية من البلاد، استهدفت ما لا يقل عن سبعة مواقع لتنظيم (داعش) في نينوى وصلاح الدين، وأسفرت عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم".
وبيّن المصدر العسكري أنّ "تلك الغارات وفّرت دعماً ومساندة للقوات العراقيّة التي تشنّ هجوماً من عدّة اتجاهات على مدينتي بيجي النفطيّة والصينية، حيث قصفت عدداً من دفاعات تنظيم داعش في ساعة مبكّرة من صباح اليوم".
إلى ذلك، قال المتحدّث باسم قوات "الفرقة الخامسة" في الجيش العراقي، المقدم حسن فاضل، إنّ "قوات الجيش والمئات من عناصر الحشد الشعبي يخوضون معركة عنيفة منذ الساعة الرابعة من صباح اليوم، بهدف استعادة السيطرة على مدينة بيجي وبلدة الصينية المجاورة لها".
وأوضح فاضل، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الغطاء الجوّي منح الأفضلية للقوات العراقية المشتركة ونجحت في التوغل في مناطق سكنية تقع على المحور الشمالي والشرقي لمدينة بيجي وتحولت الاشتباكات في بعض المناطق إلى حرب شوارع".
وأشار المتحدّث العسكري إلى أنّ "القوات العراقية وصلت إلى تقاطع الزيتون المروري بداية المدينة من الاتجاه الشرقي، وقد نكتفي اليوم بهذا التقدم بسبب الفخاخ والمصائد والانتحاريين الذين نشرهم (داعش) في كل مكان، فضلاً عن سوء الأحوال الجوّية وانخفاض مستوى الرؤيا".
غير أنّ زعيماً قبلياً بارزاً في مدينة بيجي، أكّد تواصل المعارك على حدود المدينة دون تمكّن الجيش من دخولها، وقال الشيخ فياض القيسي لـ"العربي الجديد"، إن "خسائر الجيش والقوات الشعبية معه لا تتناسب مع حجم الدعم المقدم لهم من الطيران الأميركي حيث فقدت تلك القوات العشرات من مقاتليها خلال الساعات الماضية".
ولفت الزعيم القبلي إلى أنّ "مسلّحي (داعش) لغموا كل شيء في المدينة وهو ما دفع بالأهالي إلى الهروب بالسيارات ومشياً على الأقدام إلى مدن أخرى مجاورة، والجيش يتجنب التوغل أكثر تجنباً لخسائر إضافية خاصة مع افتقاره إلى كساحات للألغام".
في هذه الأثناء، أعلن وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، أنّ "قوات الجيش استعادة زمام المبادرة في الهجوم، كما تحولت من الوضع الدفاعي إلى الهجومي في مناطق عدة من العراق".
وكشف العبيدي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات العراقية تستعد لشن هجمات نوعيّة، مستغلة حالة الإرباك في صفوف (داعش) وسلسلة الهزائم التي منيت بها أخيراً".
وبيّن أنّ "عمليات الجيش في محور الأنبار غرب العراق ستتوجه لتحرير مدينة هيت، التي ارتكبت بها التنظيم مجازر ضد أبناء عشيرة البو نمر والعشائر المجاورة لها".
وفي سياقٍ متّصل، ثمّن وزير الدفاع دور قوات التحالف في إسناد القوات العراقية على الأرض التي وصفها بـ"الحيويّة" في المعارك الجاريّة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".