عَروب.. شاعرة غزيّة تكتب بالعبرية لدحض الروايات المضللة

07 يونيو 2014
من عرف لغة قوم أمن مكرهم (محمد حجار/العربي الجديد)
+ الخط -

لجأت الشاعرة الشابة، عَروب السقا (16 عاماً)، إلى تعلُّم اللغة العبرية، لتوصيل رسائل وطنية، عبر أشعارها وكتاباتها، إلى المحتلّ الإسرائيلي، الذي عاث في أرض فلسطين فساداً، واستطاع إقناع الكثيرين في العالم بروايته المُضلِلة.

الفتاة الغزية تقطن في حي التفاح بمدينة غزّة، أحد أقدم أحياء القطاع، وهي الشاعرة الفلسطينية الأولى، بهذا العُمر، التي تكتب أشعاراً باللغة العبرية، وربما الوحيدة التي توجهت إلى هذا المكان لإيصال رسائل قويّة ومؤثّرة.

تقول عَروب لـ"العربي الجديد": "كأبناء فلسطين، تقع على عاتقنا مهمة الدفاع عن القضية الفلسطينية والحقوق والثوابت الوطنية، ووجدت لزاماً عليّ تعلم اللغة العبرية، لغة الإسرائيليين، امتثالاً للقول المشهور: من تعلّم لغة قوم أمن مكرهم".

وبالفعل بدأت الفتاة الغزية تعلّم اللغة العبرية، رغم صعوبتها، وراحت تحوّل قصائدها العربية إلى العبرية: "بداية، مرحلتي مع العبرية كانت بتعلّم نطق حروفها، وبدأت من المكان الذي ألجأ إليه، بيتي ووالدي وعائلتي، ومنهم كان تعلّم النطق بالعبرية، وبعدها انتقلت إلى مرحلة أصعب، هي الكتابة، كونها كانت تبعدني عن دراستي وعن كتابة الشعر، لكن وضعتُ أمامي طموحي وصمّمت على ألا أكون عاجزةً أمامه، وترجمت بعضاً من أشعاري إلى العبرية".

قصائد عَروب مهجوسة بقضية الوطن وحقّ الأطفال في الحريّة والسلام. ومن خلالها تطمح إلى "مناشدة مسؤولين ورؤساء عبر العالم، ألّا يجاملوا الاحتلال الإسرائيلي، وأن يعملوا من أجل الإنسانية والطفولة المغيّبة بفعل الاحتلال والعدوان".

وواجهت عَروب في بداية تعلمها اللغة العبرية العديد من المعوقات، فلم تجد في غزّة ما يسمح لها بالتعرّف إلى الثقافة العبرية. ولم تعثر عبر الإنترنت على شيء من أشعار عبرية تساعدها على التعرّف إلى خصوصية الشعر العبري. لكنّها لم تشعر بالإحباط، بل ظلّت معنوياتها مرتفعة ومصمّمة على الوصول إلى هدفها.

لم تكتفِ عَروب في مواهبها بكتابة الأشعار بالعبرية فقط، فهي تتحدّث اللغة العربية الفصحى بطلاقة كبيرة دون غيرها في سنّها، وتحفظ القرآن الكريم كاملاً، وتتحدّث قليلاً باللغة التركية، وتحوّل بعض أشعارها إلى التركية أحياناً، وفي المدرسة هي الأولى على فصلها.

"مي السقا"، والدة عَروب، كان لها دورٌ كبير في مساندة ابنتها بتنمية مواهبها منذ صغرها.. فعملت على توفير الاحتياجات اللازمة لابنتها، كي ترتقي بفتاة شاعرة صغيرة موهوبة تصنع لنفسها بصمة قوية.

وتميّز والدتها ابنتها عَروب عن غيرها من فتيات جيلها بأنّها أحبّت موهبتها كثيراً وعايشتها وحرصت عليها. ومنذ صغرها تطلب عَروب من والدتها الكتب والقصائد كي تقرأ وتثقّف نفسها.

وتقول والدة عَروب لـ"العربي الجديد": "تتمتع ابنتي بصوت جميل في إلقاء الأشعار، فمنذ صغرها كانت تشارك في الاحتفالات المدرسية وكانت تفاجئ الجميع بأدائها المميز، وحصدت الجوائز الشعرية والأدبية المدرسية، ووصفتها معلّمة مرّة بأنّها ستكون خنساء فلسطين".

 

دلالات
المساهمون