غالباً ما توصف العيون بأنّها رمز للجمال. وفي شوارع العاصمة الأفغانية كابول، أعمال فنية تشكل عيوناً على جدران مهملة. هو عمل تجميلي لا شكّ، لكنّ القصد منه أبعد من ذلك.. فهو يرمز إلى مراقبة الفساد المنتشر في البلاد، بحسب خدمة "وورلد كرانش" الإخبارية.
عيون حملة "نحن نرصد" تلك أطلقتها مجموعة من المبدعين الشباب تطلق على نفسها اسم "آرت لوردز". يقول رئيس المجموعة، كبير مكمّل: "لطالما واجهتنا أزمات ثقافية واجتماعية في أفغانستان، ولم يستخدم الفنّ يوماً، بل استخدمت القوة من أجل حلّ النزاعات والقضايا الشائكة. تمّ التغاضي عن دور الفن كقوة ناعمة وأداة من أجل السلام في بلادنا".
تخرّج مكمّل من جامعة في أستراليا حاملاً شهادة في الفن التشكيلي، ثم عاد إلى أفغانستان بعد أربع سنوات، ليدرك أنّ عاصمة بلاده فقدت جمالها بالكامل. جمع رفاقه، وبدأوا معاً الرسم على جدران المدينة في يونيو/ حزيران الماضي. ويعلن أنّ رسالتهم واضحة: "السلام والحكومة الشفافة الخالية من الفساد". يعلّق: "نريد أن نكشف أنّ العنف ليس هو الحلّ. سفك الدماء يجب أن ينتهي في كلّ العالم، ولا بدّ من وقف الفساد في بلادنا لأنّه يولّد المزيد من الشرور".
فبخصوص الفساد، أظهر التقرير الأخير لمنظمة الشفافية الدولية أنّ أفغانستان من بين أكثر ثلاث دول فساداً في العالم ككلّ.
هي معركة طويلة إذاً، لكنّ المشارك الآخر في المجموعة عمر شفيري يؤكد أنّهم يخوضونها بمعنويات مرتفعة. ويقول: "أفضّل أن أستخدم الرسم والموسيقى والرقص لجذب الشباب إلى قضيتنا التي تمس الجميع. وبالفعل ينضم الكثيرون منهم إلى حملاتنا".
من هؤلاء التلميذ الثانوي ناصر كاكار الذي يمرّ أمام إحدى جداريات العيون يومياً. ويعلّق: "آرت لوردز ذهبت بكلّ القبح الذي كان يميّز الجدران". يشعر كاكار بالامتنان تجاه أفراد المجموعة، حتى أنّه ابتاع لهم المشروبات المرطبة في إحدى المرات خلال عملهم.
بدوره، يقول مكمّل: "الأبطال في أفغانستان هم دائماً أولئك الذين يحملون السلاح. بالنسبة لنا، نريد أن نغيّر مفهوم البطولة هذا في بلدنا.. فعاملو القمامة مثلاً الذين ينظفون المدينة كلّ يوم أبطال".
اقرأ أيضاً: مكافحة الفساد الصحي في أفغانستان تبدأ من الأدوية المزوّرة