عين النظام السوري على درعا... والمعارضة لتصفية جيوب "داعش"

24 نوفمبر 2015
طيران روسي يواكب حملة النظام على الشيخ مسكين(إيراهيم حريري/الأناضول)
+ الخط -
تواصل قوات النظام السوري استهداف مدينة درعا بالقصف الجوي والمدفعي، مع محاولاتها الحثيثة للتقدّم في مدينة الشيخ مسكين، التي كانت قد خسرتها قبل حوالى عام، وذلك بالتزامن مع تواصل الهجوم الذي تشنّه "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام" على "لواء شهداء اليرموك" المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ريف درعا الجنوبي الغربي.

وقالت الناشطة، سارة الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "النظام دفع بمزيد من قواته إلى أطراف بلدة الشيخ مسكين، وتمكنت من السيطرة على بعض المواقع، لكن قوات المعارضة تحشد في المقابل من أجل التصدي للهجوم المدعوم من الطيران الحربي التابع للنظام من جهة، وروسيا من جهة أخرى، وما تزال المعارك بين الطرفين بين كر وفر، إذ لم يتمكن أي منهما من تثبيت مواقعه".

وذكرت الحوراني أنه "يتم استهداف المدينة بقصف مدفعي وصاروخي"، مشيرة إلى "أن قوات الجيش الحر في الجبهة الجنوبية، ومنها الفيلق الأول وأحرار نوی وفرقة الحمزة وحركة المثنی الإسلامية وجبهة ثوار سورية، تشارك في هذه المواجهات، بينما تستعين قوات النظام بمليشيات عراقية وآسيوية"، مشيرة إلى أن "بلدتي رخم وعتمان تتعرضان للقصف أيضاً".

وأوضحت أن "قوات النظام تحاول استعادة المدينة ذات الموقع الاستراتيجي بأي ثمن، مستغلة حالة التراخي في الجبهة الجنوبية ومحاولة الإفادة إلى أقصى حد من وجود الطيران الروسي، الذي تُعتبر ضرباته أكثر دقة من ضربات الطيران التابع للنظام".

وكانت قوات النظام قد بدأت منذ عشرة أيام عملية مكثفة لاقتحام مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، التي تعتبر عقدة مواصلات على طريق دمشق-درعا القديم، وتتفرع منها طرقات تصل إلى البلدات المجاورة. وارتكب النظام مجزرة في المدينة، الخميس الماضي، إذ قتل 23 مدنياً وأصاب 20 آخرين في قصف بالبراميل المتفجرة، أعقبه قصف براجمات الصواريخ استهدف معصرة الحج رشيد لعصر الزيتون في المدينة.

اقرأ أيضاً: النظام يحاول التقدم في درعا وغارات روسية بريف حماة

وسيطرت قوات النظام أخيراً على مواقع خلفية تتبع اللواء 82 ومؤسسة الإسكان العسكري شمال مدينة الشيخ مسكين، في إطار محاولات بدأتها منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الفائت، لاستعادة المدينة بالكامل بعد أقل من سنة على إعلان المعارضة المسلّحة سيطرتها عليها ضمن معركة "وادخلوا عليهم الباب".

على صعيد آخر، تواصل بعض الفصائل الإسلامية في الجنوب السوري محاولاتها  اجتثاث  "لواء شهداء اليرموك" المبايع لتنظيم "داعش" من ريف درعا، وذلك بعد قتل قائده أبو علي البريدي مع عدد من قيادات التنظيم في منتصف الشهر الحالي إثر عملية "انغماسية" لـ"جبهة النصرة" خلال اجتماع لقادة اللواء في المنطقة الجنوبية، مما أدى إلى مقتل عدد منهم أيضاً، ليعلن اللواء بعدها عن تعيين "أبو عبيدة القحطاني" قائداً له خلفاً للبريدي.

وكانت "جبهة النصرة" قد أعلنت الأحد الماضي عن بدء حملة ضد مواقع "لواء شهداء اليرموك" بتفجير عربة مفخخة وسط أحد مقارهم، بعد ركنها من قبل أحد مقاتلي "النصرة" في قرية عين ذكر في منطقة وادي اليرموك بريف درعا، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من مسلحي اللواء، فيما هرب آخرون باتجاه قريتي الشجرة والجملة في ريف درعا إثر اشتباكات مع تنظيم "جبهة النصرة" بالاشتراك مع مقاتلي حركة "أحرار الشام الإسلامية". وأعلنت مصادر مقربة من "جبهة النصرة" عن مقتل عدد من مقاتليها خلال الاشتباكات، فيما تتواصل عملية ملاحقة عناصر اللواء الفارين، والذين رفضت قيادتهم إنذارين سابقين بتسليم أنفسهم والإفراج عنهم من دون تحقيقات.

وتستهدف العملية بحسب ناشطين قطع الإمداد الرئيسي لـ"شهداء اليرموك"، بالإضافة إلى السيطرة على حاجز العلان وسد سحم في منطقة سحم. واللافت، بحسب ناشطين، قيام الطيران الروسي بشن عدة غارات على بلدات، استهدف بعضها مواقع "جبهة النصرة" في بلدات سحم الجولان ونوى والشيخ سعد وابطع وإنخل، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، الأمر الذي فسره البعض كدعم لـ"لواء شهداء اليرموك" في هذه المواجهات.

اقرأ أيضاً: تجدد المعارك بين "لواء شهداء اليرموك" و"جيش الفتح" بدرعا

المساهمون