تطوّرت الاشتباكات المسلحة بين مجموعة الإسلامي بلال بدر ومسلحي القيادي المفصول من "حركة فتح"، محمود عيسى، الملقب بـ"اللينو"، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (أكبر مخيمات اللاجئين في لبنان مع أكثر من 110 آلاف نسمة)، في صيدا، جنوبي لبنان، رغم الجهود السياسية لاحتوائها. في هذا السياق، أسفر اجتماع ترأسه السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور، عن "تثبيت وقف إطلاق النار في المخيم، وانتشار قوة أمنية مشتركة من الفصائل لتثبيت وقف إطلاق النار". وكان المشاركون في الاجتماع من داخل المخيم قد وصلوا إلى بيروت على وقع دوي القذائف الصاروخية وزخات الرصاص ذات العيار المتوسط التي غطت أرجاء مدينة صيدا (كبرى مدن الجنوب).
وفي مؤشر على انفلات الوضع الأمني بشكل كبير في المخيم في أعقاب الاستقالة الجماعية لضباط وعناصر فتحاويين من "القوة الأمنية المشتركة" التي كانت تتولى مسؤولية الأمن في مُختلف المخيمات الفلسطينية، ومنها مخيم عين الحلوة، أكدت وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) اقتحام مسلحين لثلاث من المدارس التي تديرها في المخيم. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل طفل وشاب برصاص القنص وجرح عدد من المدنيين، إلى جانب احتراق شقق سكنية ومحال تجارية ومستوصف تابع لـ"أونروا". وتخطت آثار المعارك أحياء المخيم وطاولت الطريق الرئيسي في مدينة صيدا والأحياء المجاورة. وتم إخلاء كافة المدارس في المخيم وعدد كبير من المؤسسات التربوية في المدينة التي شهد مدخلها زحمة سير خانقة، بينما تقلصت الحركة في شوارعها إلى الحد الأدنى. وواكبت القوى الأمنية والعسكرية التطورات الميدانية، فأغلقت كافة مداخل المخيم وقطعت الطريق الأساسي الذي يربط بيروت بالجنوب بسبب وصول شظايا الاشتباكات إليه. وتصاعدت أعمدة الدخان من المخيم، مع تسجيل نزوح للعائلات من الأحياء القريبة نحو أحياء أخرى تبعد عشرات الأمتار فقط.