يتكوّن المعرض المتواصل حتى 31 آذار/ مارس، والذي أنتج في جامعة بيرزيت، من عملين هما "المحاكمة" (أنجزه الفنان في 2013 للمشاركة في بينالي البندقية) و"الوطن الأم" (أنتج عام 2016 للمشاركة في بينالي جانكالي التركي)، وعبر دمج العملين يقيم الفنان حواراً بين ثيمة كلِّ واحد منهما، فالأول عن الثورة والثاني عن المنفى، وبينهما أسئلة الهوية القومية.
في مقابلة أجرتها "العربي الجديد" مع ديبي سابقاً، ذكر أن "الوطن الأم" تجهيز يعالج علاقته بالمكان والأُمومة، وتقوم فكرته على التصوير ثلاثي الأبعاد في نيويورك وجنيف.
اشتغل ديبي في الـ"سنترال بارك" بنيويورك، التي بنيت على نسق البساتين الإنكليزية بالأسلوب الفيكتوري، ليربط من خلال هذه الحديقة المكان بالتاريخ الكولونيالي لبريطانيا الذي امتدّ من أقصى الأراضي الأميركية الي فلسطين، لا سيما وأن حديقة "سنترال بارك" أُنشئت مكان محمية طبيعية للسكان الأصليين.
أما في تجهيز "المحاكمة"، فيعود ديبي إلى الشاعر الفلسطيني داود تركي (1923-2009) الذي كان زعيم جماعة "مصبن" اليسارية المعادية للصهيونية، وهو ممن كانوا يرون في "الشيوعية" الحل اليوتوبي الذي سيجلب السلام. وكتب خطاباً سنة محاكمته بعد أن قبض عليه عام 1972 وحكم عليه بـ 17 عاماً.
منذ بداياته تناولت أعمال ديبي ثيمات المكان والانتماء والهوية والهجرة والاغتراب، بدأ مع تعقيدات الممارسات اليوميّة في مناطق 1948 من فلسطين، فأعد أعماله "أيّام كهذه" (1997)؛ "مكان" (1998)؛ "بيت أحلامي" (1999)؛ "لا شيء جديد فقط منسيّ" (2000).
وفي أميركا، أنجز ديبي مجموعة من الأعمال والمعارض حول الشتات والهجرة وصورة الوطن في المنفى، من بينها: "قتل الوقت" (2004)؛ "أبطال عُراة" (2003)؛ "حلوى ميتة" (2004)؛ "تلّ السمك" (2011)؛ "المحاكمة" (2013)؛ الوطن الأمّ (2016)؛ "هكذا رأيت غزة" (2017).
كما طرق ديبي الموضوعات نفسها في أطروحة للدكتوراه، التي تضمنت تحليلاً نقديّاً للشتات، باعتباره فضاءً خلّاقاً.
يذكر أن "المنفى عمل شاق" معرض أقيم سابقاً في غاليري "دار الكلمة" في بيت لحم. كما يقيم "غاليري فتوش" حواراً مع الفنان يديره الكاتب علاء حليحل مساء السبت المقبل.