بدت مدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلة، وبقية المدن الفلسطينية ذات الطابع المسيحي، خالية من مظاهر الفرح وأجواء عيد الفصح، بعد عمليات الإعدام الميداني التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في مسيرة العودة التي نظمها الأهالي لإحياء الذكرى الثانية والأربعين لليوم الخالد.
أحداث قطاع غزة طغت على طابع الحياة العامة في الضفة الغربية المحتلة، وتزامنت مع احتفالات الطوائف المسيحية بعيد الفصح المجيد. واضطرت تلك الطوائف إلى إلغاء كافة طقوس الاحتفال بأحد الشعانين وعيد الفصح، احتراما لدماء الشهداء المحاصرين في قطاع غزة، والذين يناضلون للحصول على أبسط حقوقهم من أجل استمرارهم في الحياة.
وقال رئيس المعهد الإكليريكي في بيت جالا، الأب جمال خضر، لـ"العربي الجديد" اليوم الأحد، "إن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال ضد أهالي قطاع غزة، جعلت من الصعب الاحتفال بمظاهر العيد التقليدية، وألغيت كافة المظاهر واقتصرت على الصلوات في الكنائس".
وأضاف "إن المسيحيين في فلسطين يحملون رسالة سلام وعدل، وهم مصرون على حقوقهم في الأراضي الفلسطينية وهذا ما صلوا من أجله، ورفعوا الدعاء من أجله، ومستمرين حتى تحقيق الحلم باستقلال دولة فلسطين".
وأكد أن "ما يحدث في غزة يمس أهل الضفة مسيحيين ومسلمين، وهذا السبب الرئيس الذي دفعهم إلى جعل الاحتفال يقتصر على المظاهر الدينية، لأن المحاصرين في غزة هم أخوة لهم ويوحدهم الدم".
ووجه خضر رسالة إلى العالم كله، بأن يعمل من أجل سلام عادل في فلسطين، وتحقيق الحقوق المشروعة والمكفولة لكل فلسطيني بغض النظر عن ديانته.
وتطرق خضر إلى أن حصار غزة الكامل اقتصادياً وسياسياً من قبل الاحتلال الإسرائيلي يهدد الوجود المسيحي في القطاع، ويعتبر سبباً أساساً في تناقص أعدادهم وهجرتهم، بالرغم من وجودهم هناك من القرن الرابع للميلاد.
وأعرب عن خشيته من أن تفقد غزة وجودها المسيحي التاريخي والعميق بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
عيد الفصح في بيت لحم ورام الله، وهي مدن فيها غالبية مسيحية، يمر عاديا جدا، فالشوارع خالية من أي مظاهر فرح، وحتى حركة الناس والأسواق، وما يحدث في قطاع غزة، هو بمثابة حالة من الغضب والحزن والتأثر لأهالي الضفة الغربية المحتلة.