عاد الهدوء إلى مدينة فريانة في محافظة القصرين التونسية، وتم فتح الطريق الرئيسية بعد إغلاقها إثر عمليات كرّ وفرّ بين عدد من المحتجين وقوات الأمن بعد رشق المنطقة ومركز الأمن العمومي بالحجارة، واستعمال الغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين.
وتواصلت حتى مساء أمس الجمعة، ولليوم الثالث على التوالي، الاحتجاجات والمواجهات مع قوات الأمن على خلفية وفاة أحد المهربين من أبناء الجهة برصاص درك الحدود والجمارك.
وأخذت المواجهات منحى عنيفا ليتواصل الكر والفر بين مجموعة من الشباب الغاضبين مع الوحدات الأمنية بالمنطقة الذين أقدموا على إغلاق مداخل المدينة الرئيسية بحرق العجلات المطاطية والأخشاب ورشق أعوان الأمن بالحجارة والقوارير.
وعمد المحتجون إلى حرق شاحنة ثقيلة محجوزة بمركز حرس بالمدينة لتتطور المواجهات العنيفة من خلال استعمال كثيف للغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين والحيلولة دون حرق مركز الأمن.
وانطلقت الاحتجاجات منذ الأربعاء الماضي، بعدما قامت قوات الجمارك بإطلاق النار على أحد المهربين في مفترق الطرق بين مدينتي حاسي الفريد وسبيطلة بمحافظة القصرين خلال محاولته الفرار محملا بمواد مهربة قادمة من الجزائر.
وطالب أقارب القتيل بإيقاف عون الجمارك وعرضه على أنظار العدالة بتهمة القتل العمد، مؤكدين أن الرواية الأمنية مجانبة للحقيقة، بحسب ما أكده شهود عيان من سكان الجهة.
وأكد مصدر أمني لـ"العربي الجديد"، أنّ وحدات الجمارك والأمن تلقت معلومات حول عبور سيارات محملة ببضائع مهربة من الجزائر فتولت القوات نصب كمين بعدد من الدوريات للإيقاع بالمهربين.
وأضاف أن المهربين اكتشفوا الكمين وتفطنوا إلى الدوريات المتمركزة فحاولوا العودة والفرار فتمت مطاردتهم لحجز محتواها، ورغم إطلاق أعيرة نارية في الهواء لم يلتزم المهربون.
وبيّن أن الدوريات الأمنية أطلقت أعيرة على عجلات السيارات فأصيب مرافق سائق إحدى السيارات ما أدى إلى انقلابها.
ولفت المصدر إلى تزايد المخاوف من نقل أسلحة وإدخال ذخيرة أو ولوج إرهابيين إلى تراب البلاد يدفع إلى إحكام مراقبة الحدود، خاصة في الأوضاع التي تعيش على وقعها ليبيا والجزائر.
وأضاف أنه تم فتح تحقيق لكشف ملابسات القضية، مشيرا إلى حرص الوحدات الأمنية والجمارك على تطبيق القانون وحماية الحدود من جميع المخاطر، محذرا من اقتران الإرهاب بالتهريب.
من جانبهم، أكد ناشطون الاستعمال الشديد للقوة من قبل الأمنيين، وإصابة أحد الأهالي بعبوة غاز مسيل للدموع، في وقت نفت مصادر أمنية ما وصفته بمغالطات يتم تداولها، مؤكدة أن الأمن يحاول يحاول حماية المنشآت والممتلكات الخاصة ومقرات السيادة من الحرق والتهشيم.