عودة "القرموطي"... بداية مرحلة جديدة؟

08 يونيو 2018
أحمد آدم في شخصية "القرموطي" (فيسبوك)
+ الخط -
عندما تنفد أدواتك الفنية، عليك التنقيب في "كاركترات" الماضي. هكذا يحاول أحمد آدم العودة إلى الساحة الفنية، بعد انتهاء صلاحيته في السينما والدراما التلفزيونية. لم يعد أمامه غير شخصية "القرموطي"، التي ظهرت في مسلسل "سرّ الأرض" (1994) لأحمد بدرالدين (تأليف يحيى أحمد، تمثيل علاء ولي الدين وعماد رشاد ومحمود عامر). حينها، تألّق الممثل بشخصية "القرموطي".

يقول أحمد آدم عن بدايات هذه الشخصية إنها جاءته من أشخاص التقاهم في حياته: "أوّلهم قريبٌ لي كان كذّابًا بشكل مبالغ به، ثم جمعت "كاراكترات" مختلفة فيها. قلّدت الشخصية أيام الجامعة، بالإضافة إلى مشاركتي في مسلسل "سنبل بعد المليون" مع محمد صبحي، ووجودنا في "نويبع" 45 يومًا. في هذه الفترة، أقمنا حفلات سمر ليلية. كان القرموطي نجمها. محمد صبحي أحبّ أن أقلِّد الشخصية دائمًا. ثم اقترح أحمد بدرالدين تقديمي إياها في مسلسل تلفزيوني".

يضيف آدم: "عندما أُرسِل لي سيناريو "سرّ الأرض" شعرتُ بانزعاج. برنامج زراعيّ لن يحظى بمشاهدة كبيرة، ما يعني أن الشخصية "ستُحرق" بدلاً من تقديمها في عمل فني درامي. في النهاية، قدّمتها رغمًا عني. كنت أريد القرموطي شابًا بالصفات نفسها، لكن المخرج بدرالدين اقترح أن يكون رجلاً كبير السنّ، بشعرٍ أبيض وشاربين كثّين". رغم هذا، حقّقت الشخصية نجاحًا كبيرًا منذ الحلقة الأولى. تعلّق الجمهور بها. هذا أدهشني، وانتابتني حالة ذهول".



طوق النجاة
رغم نجاحها وذهول ممثّلها، ظلّت الشخصية أسيرة هذا المسلسل. لم يتمكّن أحمد آدم من استغلالها لاحقًا، بل قدّم أعمالاً متفرّقة بعدها، كفيلم "صمت الخرفان" (1995) لسعيد محمد (تأليف عبدالجواد يوسف، تمثيل حنان شوقي وصلاح عبدالله)، ومسرحية "حودة كرامة" (1997) لجلال الشرقاوي (تأليف صلاح متولي، تمثيل صلاح عبدالله وعبير صبري).

عام 1998، أفرج أحمد آدم عن شخصية "القرموطي" بناء على نصيحة عادل إمام، مُقدِّمًا إياها في مسلسل يحمل اسمها: "القرموطي في مهمة سرية" لأحمد بدرالدين نفسه (تأليف مهدي يوسف، تمثيل محمد أبو داود وغادة إبراهيم ونهى العمروسي)، الذي حقّق نجاحًا لافتًا للانتباه.

مع هذا، تركها آدم مجدّدًا لغاية عام 2003، الذي شهد ذروة فشله بسبب "فيلم هندي" لمنير راضي (تأليف هاني رمزي، تمثيل منة شلبي وصلاح عبد الله)، فعاد آدم إليها، لأنه يعتبرها "طوق نجاة له" من كلّ فشلٍ ممكن، وقدّمها في فيلم "معلش إحنا بنتبهدل" (2005) لشريف مندور (تأليف يوسف معاطي، تمثيل مها أبو عوف وأميرة العايدي)، الذي حقّق إيراداتٍ تبلغ نحو 5 ملايين جنيه مصري.

مع أن الفيلم الأول لـ "القرموطي" ناجحٌ تجاريًا، قرّر أحمد آدم ـ كعادته ـ التخلّي عنه، مُقدِّمًا بدلاً منه أفلامًا خالية من الشخصية، كـ"صباحو كدب" (2006) لمحمد النجار (تأليف نهى العرموسي، تمثيل أميرة فتحي ولطفي لبيب ومحمد شرف)، و"شعبان الفارس" (2008) لشريف عابدين (تأليف أحمد البيه، تمثيل انتصار وجومانا مراد) الذي فشل تجاريًا (مليونا جنيه مصري فقط كإيرادات)، ما دفع آدم إلى الدراما التلفزيونية مجدّدًا، فشارك في "الفوريجي" (2010) لعمرو عابدين (تأليف محمد الباسوسي، تمثيل طارق لطفي ورزان مغربي ودينا).

لكن هذا المسلسل لم يعرف نجاحًا بدوره، فظلّ آدم بعيدًا عن السينما والتلفزيون لـ7 أعوام متتالية، انتهت عام 2017 بتنقيبه مجدّدًا عن القرموطي، الشخصية الوحيدة القادرة على انتشاله من فشله التجاري، وعلى إنقاذه من الإفلاس الفني وهجرة المنتجين له، فظهرت في "القرموطي تحت خط النار" (2017) لأحمد البدري (تأليف محمد النبوي، تمثيل علاء مرسي وبدرية طلبة)، الذي حقّق إيرادات تساوي 6 ملايين و300 ألف جنيه مصري، وهو رقم منخفض مقارنةً بأرقام/ إيرادات أفلام منافسة له، إذْ حقّق "ياباني أصلي" لمحمود كريم 7 ملايين و300 ألف جنيه مصري، و"القرد بيتكلم" لبيتر ميمي، 11 مليونًا و600 ألف جنيه مصري.



كما حدث مع اللمبي
رغم هذا الواقع، لم يقتنع أحمد آدم بانتهاء مدة صلاحية شخصية "القرموطي"، كما حدث مع شخصية "اللمبي" التي قدّمها محمد سعد، فراح يدافع عنها قائلاً، في تصريحات صحافية مختلفة منشورة في 26 مارس/ آذار 2018، إن الشخصية "ناجحة لأنها ثرية، تحمل صفات ساخرة كثيرة، وتناسب الأحداث كلّها، بما تحمله من نموذج مختلط للإنسان المصري في طبقات متنوّعة".

وأشار إلى أنها مختلفة كثيرًا عن شخصية "اللمبي" في أكثر من جانب: "لا يحمل القرموطي عاهة كاللمبي، فهو إنسان طبيعي، لديه تصوّر مختلف للواقع الذي يعيشه، ويتخيّل دائمًا أنه محلّ اهتمام واستهداف من الآخرين. شخصية لها تاريخ وماضٍ، وتستطيع أن تشكلّها من خلال الواقع".

لذا، استمرت شخصية "القرموطي" في إنتاج الأفلام، إذْ يطرح أحمد آدم فيلمه الجديد "القرموطي بيتقرمط" لأسد فولادكار في موسم أفلام عيد الفطر (تأليف الراحل عبدالله حسن، تمثيل دينا فؤاد ووليد فواز وانتصار وبيومي فؤاد ومحمد ثروت، إنتاج أحمد السبكي).


المساهمون