عن الأمل صومالياً

26 نوفمبر 2014
للشباب في الصومال دور مهم في اتخاذ القرارات المصيرية(Getty)
+ الخط -

قيل إن الشباب مستقبل الأمة الواعد، وقادة الغد ورجاله الذين يقع على عاتقهم تطور المجتمع في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ولكن في الحقيقة ينبغي أن يكون لهم دور في قيادة اليوم أو الحاضر أيضا، وليسوا قادة المستقبل كما يزعمون، لأن على أيديهم تتحقق أهداف المجتمع وطموحاته، وخاصة نحن اليوم في عالم متطور تسوده تحولات وتحديات سريعة ومتباينة يصعب على الكبار تفاعلها بشكل صحيح، وعلى هذا يجب على الشباب تنمية مهاراتهم القيادية وتدربهم على صناعة واتخاذ القرار في الوقت المناسب، ويعتبر الشباب ثروة بشرية هائلة قادرة على مواجهة التحديات في الحاضر والمستقبل.

وتعد المشاركة السياسية للشباب من أهم المواضيع المثارة في عالمنا اليوم، لما لها من أثر في إرساء البناء المؤسسي للدولة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والشاب الصومالي ليس منعزلا عن محيطه الإقليمي والدولي.

وفي الصومال برز دور الشباب في مراكز القوى، حيث شهد مسرح السلطة السياسية تحولا في شهر يونيو/حزيران من عام 2006. إذ تمكن "اتحاد المحاكم الإسلامية" آنذاك من طرد أمراء الحرب من مقديشو العاصمة، وقد عاد بالفعل نوع من الاستقرار والأمن لفترة قصيرة، وتنفس الشعب الصعداء، كانت نوعا من الثورة على الظلم الذي يمارس ضد الشعب من قبل أمراء الحرب وقامت على أساس رد المظالم التي سادت في تلك الفترة، وكانت القيادة شابة مما شجع الشريحة الشابة للمشاركة السياسية في البلاد.

للشباب في الصومال دور مهم في اتخاذ القرارات المصيرية في البلاد، حيث يمثل عدد كبير منهم في البرلمان الفيدرالي دون الثلاثين من عمرهم، وفي الحكومة الفيدرالية كذلك، حيث أكثر من خمسين في المائة من الوزراء الحاليين من الفئة الشابة دون الأربعين من عمرهم.

وفي محافظة بنادر المكونة من 17 مديرية، كل رؤساء المديريات شباب دون الثلاثينيات من عمرهم، والمحافظ، أيضا، دون الأربعين من عمره.

وفي ولاية بنت لاند بعد انتخاب عبد الولي غاس رئيسا للولاية في يناير/كانون الثاني 2014، شكل حكومته وأعطى الفئة الشابة أغلبية الوزراء، مما جعل أداء حكومته مميزة عن سابقتها، ويبعث الأمل للمستقبل الواعد للولاية.

وفي ولاية جنوب غرب الصومال الحديثة المكونة من الأقاليم الثلاثة: شبيلي السفلى، باي وبكول، كان الشباب في زمام المبادرة منذ البداية لتكوين الولاية، ويمكن القول بأن أكثر من سبعين في المائة ممن شاركوا في تشكيل هذه الولاية الجديدة من الوفود كانوا من الفئة الشابة، مما يعني أن دور الشباب في المشاركة السياسية في الصومال يزداد في كل مراكز السلطة المختلفة في البلاد.

والجدير بالذكر أن الشباب في الصومال أقل عصبية من الكبار الذين يثيرون النعرات القبلية بين الشعب الصومالي الذي لا يستحق إلا الوحدة والوئام، لأن مقومات الوحدة مكتملة عنده؛ دين واحد، مذهب واحد ولغة واحدة. لذلك لم يعد للشاب الصومالي أن ينتظر كثيرا من الكبار الذين فشلوا في إدارة البلاد منذ ربع قرن ونيف، وأخذوا على عاتقهم مسؤولية إعادة الأمل من جديد وإعادة كيان الدولة الصومالية المفقودة.

*الصومال

المساهمون