عن الآن

17 ابريل 2018
محمود شلبي/ تونس
+ الخط -

الآن،
في الشوارع،
فقيراً، مهملاً.
حيثُ الجهات تلاشت،
ولا شيء يومضُ
سوى البؤس.
حيث البشر يمشون بلا وجوه،
حولهم هالاتٌ
من عبوسٍ خفيّ،
يقف الحبّ تمثالاً
من نحاسٍ متّسخ،
صامتاً منذ الأزل،
وسط الحشود.


■ ■ ■


الآن،
شريداً،
ليس بالإمكان نسيانكِ،
لا لشيءٍ
سوى لأن المطر الهاطل،
على زجاج الوحدة،
لا يمكن أن يصيرَ مملاً.


■ ■ ■


الآن،
وأنت خارج من أناقة القصائد،
اللغة سهلة المنال،
كأنها لوحة من طباشير،
تُمحى وتُكتب،
تُكتب وتُمحى،
الآن،
حرّاً من الأشياء،
لا شيء سواك.
لا شيء سوى الآخرين.


■ ■ ■


الآن،
حيث الأرضُ أصغرُ
من براعم مشمشٍ،
لا يحدث المعنى لكي
تكفّ الحياة عن التمرّغ في حكاياها الرتيبة.
لا يحدثُ المعنى،
لئلا ينتهي العشب المبلل،
والأغاني في مساء الصيف،
والهمس المنمق في مغازلة الحبيبة.


* شاعر سوري مقيم في نيويورك

المساهمون