عن استقالات الائتلاف الوطني السوري

30 ابريل 2018
+ الخط -
شكلت موجة الاستقالات الأخيرة التي قام بها خالد خوجة وسهير الأتاسي وجورج صبرة موجة من السخرية والشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي وفتحت ملف الائتلاف الوطني السوري من جهة أخرى ومدى شرعيته كونه ممثلاً للثورة السورية.

الائتلاف والتيار الوطني الديمقراطي
لم تكن الاستقالات الأخيرة الأولى من نوعها فقد سبقتها استقالات كثيرة مثل خطيب بدلة وميشيل كيلو وغيرهم ممن ينتمون للتيار الوطني الديمقراطي وهذا ما يحدث مشكلة للائتلاف كونه ائتلافاً لقوى الثورة والمعارضة. كما أن التكتلات التي قامت بها بعض القوى السياسية لم تجن إلا المرارة والخراب على الثورة السورية والشعب السوري.


قد تفهم الاستقالات الأخيرة وسابقاتها على أنها اعتراف من التيار الوطني الديمقراطي باستحالة إصلاح الائتلاف داخليا، وأنه وصل لمرحلة أصبح العمل فيه تهمة، وهذا ما يراه كثيرون من الشعب السوري، ويرونه أيضا سببا من أسباب تأخر نجاح الثورة إلى الآن، مع العلم أن الائتلاف أُغدقت عليه الأموال الكثيرة ووصل إلى مرحلة من القوة شكّل فيها حكومة مؤقتة واستلم مقعد الجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية عندما كان معاذ الخطيب رئيساً له.

استقالة غالبية المنتمين للتيار الوطني الديمقراطي من الائتلاف يمثل مشكلة لمن بقي فيه، مثل جماعة الإخوان المسلمين والمجلس التركماني السوري والمجلس الوطني الكردي، فهل سيقوم هؤلاء بخدمة الشعب السوري والقفز من تلك السفينة الغارقة أم سيتمسكون حتى يغرقوا معها؟ الأيام كفيلة لترينا ما سيحدث.

لا بد لنا أن نعترف بأن القرار السياسي للثورة السورية مختطف، وأن الشخصيات الموجودة لم تستطع أن تحافظ على الائتلاف الوطني السوري لأسباب واعتبارات كثيرة، ولكن يجب علينا أن نسأل ما الحل؟ هل من المعقول البقاء على هذه الحال؟

يجب على الشعب السوري الضغط باتجاه عقد مؤتمر وطني يفرز هيئة شرعية تمثل الثورة بشقها السياسي وهيئة تمثل الثورة بشقها العسكري ويكون الدعم المادي من رجال أعمال سوريين وطنيين وحشد الدعم والإمكانات لإنجاح هذه التجربة وإلا قد نصل لنتيجة كسوريين لا تحمد عقباها.