عن أشباح لندن.. وصراخ الأموات في محطّات الأنفاق

08 نوفمبر 2014
قطار في أحد أنفاق لندن (Getty)
+ الخط -
قُتل آلاف المواطنين نتيجة حوادث العمل التي تعرّضوا لها خلال فترة تشييد الأنفاق في لندن، وبسبب الحروب التي مرّت على بريطانيا عبر التاريخ، و"حُفَر الطاعون" التي بُنيت تحت الأنفاق حيث وُضع المصابون بالطاعون كي لا ينتشر المرض بين الناس، وتُركوا هناك لمواجهة مصيرهم. إضافة إلى الأعمال الإرهابية وحالات الانتحار أحياناً. هذه الأحداث كانت سبباً لانتشار روايات تزعم وجود أشباح في تلك الأنفاق. أشباح كل مَن قُتل ودُفن حيّاً داخل الأنفاق وعلى أطرافها. 

خلال الحرب العالمية الثانية، اجتمع مجلس الوزراء في عهد ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، مرّات عدّة في أنفاق محطّة "داون ستريت"، حين تعثّر توفير أمكنة أخرى للاجتماع. كما شكّلت تلك الأنفاق ملجأً للمدنيين الذين احتموا فيها من الغارات الجويّة وقضوا أيّاماً وليالي على أطرافها.

وخلال تلك الحرب قُتل في محطّة بثنيل غرين عشرات النساء والأطفال، حين هرعوا لاجئين إلى الأنفاق، فتعثّر أحدهم بالسلالم وتدافعوا من شدّة الخوف. كانت الحصيلة 173 قتيلاً بينهم 126 امرأةً وطفلاً. ومنذ ذلك الوقت، يُشاع أنّ العديد من الناس يسمعون في تلك المحطّة أصوات صراخ وبكاء نساء وأطفال.

افتتحت في لندن، في 10 من يناير/كانون الثاني 1863، أوّل سكّة حديد تحت الأرض في العالم. تحوي حالياً سبعة مستويات عمق لخطوط الأنفاق. واللافت اختفاء بعضها، وبقي سرّ اختفائها لغزاً لم يُحلّ. وأُغلقت محطّات أخرى، مثل محطّة "داون ستريت" و"بريتيش ميوزيوم" في عام واحد. ولم يترجّل أي مسافر إليها منذ عام 1923. إذ أُشيع أنّ الأشباح تسكن تلك المحطّات.

والجدير بالذكر أنّ أشهر شبح في لندن يقطن في محطّة "بريتيش ميوزيوم"، التي أُغلقت في 25 سبتمبر/ أيلول عام 1933. يزعم البعض أنّ مومياء مصريّة، ربّما تعود لأميرة فرعونية، من المتحف المحاذي للمحطّة، تتجوّل وتصرخ في الأنفاق. ووصلت شائعات الشبح إلى إحدى الجرائد البريطانية التي أعلنت عن تقديم مكافأة لأيّ شخص يقضي ليلة في تلك المحطّة.

كما اختفت امرأتان في هولبورن، المحطّة المجاورة لأنفاق "بريتيش ميوزيوم"، عام 1935، التي أُغلقت قبل عاميْن.

وأُلغيت محطّة آلدويش، وأُقفلت في محطّة هولبورن منصّتان من أصل ستّ. هذا ويبدو المدخل إلى المنصّة المهجورة مقفلاً ومخبّأً وراء لوحات رمادية اللون عند نهاية خط البيكاديللي.

وفي العام 2000، إدّعى أحد موظّفي محطّة قطار ليفربول أنّه رأى على كاميرات المراقبة شخصاً يرتدي زيّاً أبيض يقف إلى جانب زميله الذي كان يتحقّق من خلوّ المحطّة من الناس.

وعند عودة زميله إلى غرفة المراقبة أخبره بما شاهد غير أنّ الأخير أكّد أنّه لم ير شيئاً. لتبقى مسألة وجود أشباح في أنفاق لندن غامضة، ترتكز إلى روايات وشكاوى مستمرّة منذ عشرات السنين، من مسافرين وعمّال، من دون إمكانية إثبات أقوالهم بالأدلّة والبراهين، غير أنّها قادرة على أن تزرع الشكّ والريبة في نفوس العديد من مستخدمي الأنفاق، خصوصاً حين يهبطون إليها وحدهم في ساعات متأخّرة من الليل.
المساهمون