عنصريون بريطانيون يعتدون على فلسطيني تمنى لهم ميلاداً مجيداً

وقال إحسان أبو الرب (27 عامًا)، الطالب في جامعة دورهام، إن الرجال ركلوه بقسوة على رأسه وجسده، بينما أخذ يترنح على الأرض، وقال: "فقدت الوعي فجأة، وشعرت بالعجز لأني ظننت أنها النهاية، كانت تلك اللحظات مرعبة جدًا".

وأضاف إحسان: "لم أشعر بالألم فقط، بل بالذل أيضًا، جئت من فلسطين حيث الحرب والظلم، لأعيش حياتي بسلام هنا، لا لأخاف في كل لحظة" وفقًا لموقع "ديلي ميل".

وأوضح إحسان، الذي يدرس درجة الماجستير في السياسة والعلاقات الدولية، ضمن منحة قدمتها له حكومة المملكة المتحدة، أن عيد الميلاد هذا، هو الأول له خارج بلده، وقال: "إنه لشيء مؤسف أن تكون هذه الحادثة هي هدية عيد الميلاد لي، ضربوني فقط لأني مسلم، في حين يجب أن يكون الميلاد وقتًا مليئًا بالأمل والحب، لا العنف".

وكان الشاب متوجهًا إلى الحانة مع صديقه للعب البلياردو، عندما وجد أن طاولات اللعب مزدحمة بشدة، وقال: "جلسنا بعيدًا ننتظر، وأخذنا نتحادث، عندما اقترب منا شاب بريطاني بشكل مفاجئ، وجلس معنا من غير أن ندعوه، ثم سألنا من أين نحن، فقال له صديقي إنه من مصر، وأجبته أني من فلسطين".

وأكد إحسان أن الرجل البريطاني سأله هو وصديقه، إن كانا انتحاريين، قبل أن يجدا 3 رجال بانتظارهما عندما خرجا من الحانة، وقال: "بدأوا إهانة ديني، فلم يتمكنوا من استفزازي، وما كان مني إلا أن تمنيت لهم ميلادًا مجيدًا وعطلة سعيدة، إلا أنهم لحقوا بنا عندما عبرنا الشارع، ورموا زجاجة فارغة علينا".

وأضاف: "قفز أحدهم فجأة علي، ولكمني على خدي الأيسر، فسقطت على الأرض، وأخذ الباقون يركلونني على رأسي وجسدي، وأنا أمسك رأسي بذراعي محاولًا حماية وجهي". وأوضح إحسان أنه نجح بالإفلات منهم بعدما تلقى ضربًا مبرحًا، واتجه إلى الحانة محاولًا الدخول إليها، إلا أنه سقط أمامها بسبب الدوار والرؤية الضبابية اللذين سيطرا عليه حينئذ.

وأفادت الشرطة بأنها تمكنت من إلقاء القبض على رجلين، مشتبه بتورطهما بالحادثة. وقال متحدث باسم شرطة دورهام: "استدعيت الشرطة للتحقيق في الحادثة حوالي الساعة 8:40، ونقل الرجل إلى مستشفى جامعة نورث دورهام مصابًا بعدة جروح" وأضاف: "ألقينا القبض في وقت لاحق على رجل يبلغ من العمر 49، وشاب يبلغ من العمر 23، للاشتباه بتورطهما بالحادثة العنصرية".