تظهر العنصرية المتواصلة أكثر وضوحا في هذه الفترة من كل سنة، وتحديدا في العطل الصيفية، بسبب زيادة الاحتكاك اليومي بين العرب واليهود في الأماكن العامة في الجليل الفلسطيني المحتل.
ويتكرر منع دخول العرب إلى المسابح العمومية كل سنة، وهذه المرة في الجليل حيث يقطن العرب واليهود في منطقة واحدة، بينما نسبة العرب تتفوق على اليهود، فقرابة 60 في المائة من سكان الجليل من العرب.
وأثارت مقابلة أمس الخميس، لرئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأسفل، مردخاي دوتان، مع راديو "كول ريجع"، ردود فعل صاخبة، حيث قال إنه "لا يريد عربا في برك السباحة التابعة للمجلس الإقليمي بسبب نظام الحياة المختلف عند العرب، لا أكرههم. لكني لا أذهب لبركهم، لذلك لا حاجة أن يأتوا إلى البرك عندي".
وتابع دوتان أنه "توجد فروق ثقافية. هذه ليست عنصرية. وفي الثقافة غير اليهودية، العربية، يدخلون إلى البرك بملابسهم، ويحاولون أن يفرضوا علينا شكلا للباس، وهذا ليس مناسبا لنا. وثقافة النظافة لديهم ليست مثل ثقافتنا. هل هذه عنصرية؟".
ويشمل المجلس الإقليمي في الجليل الأسفل 18 قرية يهودية، وعدد سكانها 11 ألفا، وتعتبر قرى مرفهة وذات وضع اقتصادي واجتماعي مرتفع، لكنها أقيمت على أراض عربية صودرت من القرى العربية مثل "طرعان" و"كفركنا"، وقرى هجرت في عام النكبة مثل "لوبية" و"حطين".
وتفتقر غالبية القرى العربية إلى المسابح العامة أو الأماكن العامة نتيجة للخناق الذي تعانيه على المستوى الاقتصادي وعدم توفر الأراضي ومصادرتها من قبل السلطات الإسرائيلية على مدار السنين.
ولا تقتصر العنصرية على المسابح والأماكن العامة، بل تتفشى بين تصريحات شخصيات معروفة وخزعبلات السكان الإسرائيليين، حيث شهدت الأونة الأخيرة إخراج فتاة عربية من حافلة عامة بحجة أن هيئتها تخيف الركاب اليهود، وحدث الأمر نفسه في قطار، كما تم إنزال المسافرين العرب من الطائرة بمطار في اليونان لأن المسافرين اليهود يخشونهم.
وقال المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية: "علينا ألا نصمت حيال مظاهر العنصرية المتفشية، خاصةً عندما يكون مصدرها شخصيات لها تأثير على المجتمع وعلى بلورة الرأي العام. كنا نتوقع من دوتان، والمعروف بأنه عضو إدارة في مؤسسة ترعى شؤون الناجين من المحرقة النازية، أن يكون حساسًا لمظاهر العنصرية والتفرقة ورفض الآخر، لكن على ما يبدو هو لم يتعلم المغزى من أكبر جريمة كراهية وقعت في التاريخ".
وأضاف عثمان: "باشرنا في الائتلاف فحص إمكانية تقديم دعوى تمثل كل المتضررين من هذا التصريح، وندعو المواطنين العرب المعنيين بالانضمام إلى الدعوى للتواصل معنا".
وتابع أنه "يوجد قانون إسرائيلي يمنع التمييز بدخول الأماكن العامة، حتى لو كانت بركة سباحة أو مقهى بملكية خاصة، فهي مكان عمومي يمنع صاحبه من تمييز الدخول إليه أو إعطاء الخدمة، ويغرم ماديا، وكذلك هناك مخالفة جنائية ممكنة".
أما الشاب أحمد، من كفر كنا، وهو طالب في المرحلة الثانوية، فقال لـ"العربي الجديد": "أنا وأصدقائي نذهب إلى البركة بسبب قربها الجغرافي، فلا يوجد عندنا برك في البلدة، ونحن في عطلة الصيف، والطقس حار".
وأضاف أن "تصريحات دوتان تمثل غالبية المجتمع الإسرائيلي، هنا تتفشى العنصرية على جميع المستويات وليس فقط في الأماكن العامة، فالعلاقات بين العرب واليهود سيئة وتزداد سوءا ولا يوجد أمان".