عنصرية "الأبواب الحمراء" لطالبي اللجوء في بريطانيا

21 يناير 2016
منطقة ميدلسبره شمال بريطانيا (Getty)
+ الخط -


أثارت مسألة إسكان غالبية طالبي اللجوء في بلدة ميدلسبره (شمال بريطانيا) في بيوت طليت أبوابها الأمامية باللون الأحمر، ضجّة في الأوساط السياسية والحقوقية في البلاد. وذلك بعد أن اتّهمت صحيفة "ذا تايمز" في تقرير لها، أنّ هناك سياسة عنصرية بحقّ هؤلاء تسعى إلى تمييزهم عن سكّان البلدة الآخرين بسهولة، واستهدافهم من قبل أشخاص عنصريين.

من جانبه أعرب جيمس بروكشنير، وزير الهجرة عن تكليف أفراد من وزارة الداخلية لبدء التحقيق في وضعية طالبي اللجوء، وظروف سكنهم في تلك المنطقة. كما طالب الشركات التي تتعامل معها الوزارة بالحفاظ على أعلى المعايير، وأكّد أنّه في حال وجود أي دليل على التمييز العنصري بحق طالبي اللجوء ستتخذ الإجراءات اللازمة.

في المقابل نفت شركة "جي 4 إس" المسؤولة عن توفير منازل طالبي اللجوء في المنطقة، اتّباع أي سياسة تهدف إلى إسكان طالبي اللجوء خلف أبواب حمراء.

بيد أنّ تقرير "ذا تايمز" أظهر أنّه من أصل 168 منزلاً، تعود ملكيتهم إلى شركة "جوماست" التي تعمل لصالح شركة "جي 4 إس" الأمنية العالمية، هناك 155 منزلاً بأبواب حمراء اللون.

اللافت، أنّ المسألة ليست جديدة بل تعود إلى عام 2012، إذ قالت سوزان فليتشر، عضو مجلس محلّي سابق لـ "بي بي سي" مساء أمس، إنّها طالبت "جي 4 إس" آنذاك بإعادة طلاء الأبواب، بيد أنّ الشركة رفضت القيام بذلك. وأضافت فليتشر أنّ اللاجئين عبّروا لها عن قلقهم من التعرّض لاعتداءات بسبب سهولة تمييزهم بأبواب أمامية حمراء، وذلك خلال فترة عملها معهم لمدّة أربع سنوات.

كذلك قال محمّد باقر بايزافي (58 عاما)، طالب لجوء إيراني الجنسية، إنّه طالب بتغيير طلاء باب بيته بعد أن تعرّض لسلسلة من الاعتداءات، ولفت إلى أنّ أهل المنطقة يدركون أنّ الأبواب الحمراء تملكها شركة "جوماست"، وأكّد أنّ جيرانه لم يعانوا من أي متاعب لأن باب منزلهم ليس أحمر اللون.

أمّا ستيوارت مونك، مالك شركة "جوماست" فوصف فكرة استخدام اللون الأحمر لتمييز اللاجئين بالمثيرة للسخرية. وأكمل أنّه من المضحك أن تشير تلك الأبواب إلى أي شكل من أشكال التمييز العنصري أو أن تقارن بسياسة الفصل العنصري في ألمانيا النازية.

الجدير بالذكر، أنّ طالبي اللجوء في تلك المنطقة تعرّضوا لرشق أبوابهم ونوافذهم بالبيض والبراز والحجارة، والإساءة إليهم لفظياً بعبارات عنصرية.

في المقابل، اعترفت "جي 4 إس" أنّ المسألة تعود إلى عام 2012، لكن الأمور لم تكن مقلقة آنذاك. وأضافت أنّهم لم ينهجوا أبداً سياسة عنصرية ضد طالبي اللجوء، بيد أنّ المعلومات المتوفّرة لديهم الآن تدفعهم إلى تبديل وجهة نظرهم السابقة؛ ولذلك يتعّهدون بإعادة طلاء تلك الأبواب في غضون أسابيع.

اقرأ أيضاً: كاميرون: تعليم مسلمات بريطانيا الانكليزية تصدياً لمحاولة عزلهنّ