عندما تختلف المقاعد.. زيدان في الضوء وبلاتيني في الظلام

22 يناير 2016
زيدان مدرب ريال مدريد حالياً (العربي الجديد)
+ الخط -

لا يختلف اثنان على أن النجمين ميشيل بلاتيني ونظيره زين الدين زيدان الأسطورتان الأكبر في تاريخ كرة القدم الفرنسية، فالاثنان قدما الكثير لمنتخب بلادهما وللفرق التي لعبا لها، ومع مرور السنين اعتزل كل منهما وترك منديل اللعب في عالم الساحرة المستديرة.

اختار النجمان طرقاً مختلفة، لكن قبل ذلك نستعيد مسيرة بلاتيني في الملاعب وأبرز ما حققه، فاللاعب المولود عام 1955 قاد الديوك للفوز بكأس أمم أوروبا الـ1984، يومها انتصرت فرنسا على منتخب إسبانيا بنتيجة 2-0 في النهائي، وكان الهدف الأول بقدم بلاتيني في الدقيقة 74، قبل أن يعزز زميله بيلوني النتيجة في الدقيقة 90، ميشيل صال وجال رفقة يوفنتوس ورفع العديد من الألقاب المحلية والأوروبية، وقرر بعدها الاعتزال في سنة 1987.

اتجه بعدها بلاتيني للتدريب لكنه لم يمكث طويلاً وقرر الدخول في العمل الإداري، وبدأت رحلته في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، ومن ثم تسلم مهاماً كثيرة في الفيفا، إلى أن بات رئيساً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وترشّح بعد ذلك لرئاسة الفيفا، كي يخلف السويسري جوزيف بلاتر.

في المقابل بزغ فجر زيدان مع يوفنتوس، ومن هناك انطلق واعترف الجميع بأنه سيكون خليفة بلاتيني في ملاعب الساحرة المستديرة، قدم مباريات رائعة مع فرنسا، وقادها للنجمة العالمية الأولى أمام البرازيل في 1998. انضم إلى ريال مدريد وقاده إلى لقب دوري الأبطال بهدف لن ينساه عشاق الكرة في العالم أمام باير ليفركوزن، إضافة إلى فوزه بأمم أوروبا 2000، وحصده الكرة الذهبية كبلاتيني الذي توج بها أيضاً، لكن زيدان أنهى مسيرته بشكل حزين، حين طرد في النهائي أمام إيطاليا، بعد مشكلته مع المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي.

مضت السنوات وقرر زيدان دخول غمار عالم التدريب، وهو الذي كان رساماً في أرضية الملعب، في المقابل كان بلاتيني يعيش أبهى أيامه في الاتحاد الأوروبي، فجأة هزّت فضيحة الفساد الفيفا وقضايا الرشاوى طاولت أسماءً كبيرة، لم يكن أحد يتوقع أن تصل هذه الاتهامات إلى الأسطورة بلاتيني، لكن الكارثة حلّت، حين انكشفت خيوط جديدة، تفيد بأن ميشيل له يدٌ في بعض أعمال الفساد، وأنه تلقى أموالاً من السويسري بلاتر، لقاء أعمالٍ غير رسمية للفيفا، لتأتي بعد ذلك لجنة الأخلاق وتوقفه لفترة قصيرة، قبل أن يصدر الحكم بمنعه من مزاولة أي عمل رياضي لمدة 8 سنوات، وبذلك دخل بلاتيني النفق المظلم وخسر الكثير من سمعته أمام العالم بأسره، وتحوّل من أسطورة كروية ورجل محنك في الإدارة، إلى شخص تدور حوله الكثير من علامات الاستفهام.

على الطرف الآخر شق زيدان مسيرته بهدوء واتزان، وضع قصة ماتيراتزي خلف ظهره، وانطلق خطوة بخطوة، فاختار حياة التدريب، وابتسم له الحظ حين كان مساعداً للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، حيث حقق صحبة الميرنغي لقب النجمة العاشرة في موسم 2013-2014، لكنه لم يكن يمتلك شهادة تدريب تخوله التواجد مع الريال في الفريق الأول، فقرر أن يتعلم وحصل على ما أراده، قاد بعد ذلك فريق كاستيا وبقي هناك، حتى أقيل رافائيل بينينيز، ليختاره فلورنتينيو بيريز كي يقود السفينة المدريدية، وبالفعل قدّم في الاختبارات التي صادفته حتى الآن أموراً رائعة، الجماهير تعشقه، والجميع في صفه ويدعمه الإعلام برمته، فيما يبحث بلاتيني اليوم عن ورقة خلاص تخرجه من المأزق الذي أوقع نفسه به.

اقرأ أيضاً: رئيس ريال مدريد متذمر من رونالدو بسبب.. المغرب

المساهمون