في هذا الوقت من السنة، تكون سواحل جنوب وجنوب – شرق أميركا في عزّ موسم الأعاصير المدمّرة وكوارثها. أحدها، "دوريان" الذي يدكّ الآن الشريط الجنوبي – الشرقي، وإن ليس بكامل قوته التدميرية غير المسبوقة، بعد أن استدار بمعظم غضبه شطر مياه المحيط وبعد أن أمعن تهشيماً وتخريباً بجزر الباهامس القريبة من البرّ الأميركي. وبذلك نجت عدة ولايات، منها فلوريدا، من كارثة محققة، ولو أنها لم تسلم من الخسائر الكبيرة. سيناريو قد يتكرّر بصورة أو بأخرى في هذه المنطقة، حتى بدايات الخريف التي تتلاشى بعدها أخطار هذه الأعاصير ولغاية الصيف القادم.
بموازاة ذلك، تتجمع في الأفق القريب غيوم عاصفة أعتى، من نوع آخر. الكونغرس يستأنف عمله يوم الإثنين القادم بعد نهاية إجازة الصيف. ومعه يعود ملف التحقيقات الروسية وتقرير مولر إلى الواجهة. مجلس النواب ينوي، حسب إشارات أركانه، تحريك موضوع "عزل" الرئيس ترامب ووضعه على سكة التصويت. خطوة لو تحققت فإنها لن تقل عن إعصار، خصوصاً في ظل حملة انتخابية كاسرة.
فور عودتهم، يزمع الديمقراطيون توسيع دائرة التحقيقات في "رشوات وخروقات مالية" ارتكبت أثناء حملة ترامب الانتخابية في 2016. موضوع حساس وخطير من الناحية القانونية. صار أكثر من نصف الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب (134 زائدا نائبا مستقلا) يدعون إلى طرح خيار العزل على التصويت للمباشرة بإجراءاته التحقيقية. وربما يتعزز الرقم في الأيام القليلة القادمة، بعد أن يبت القضاء بشأن استدعاءات لجان المجلس، وإجبار شهود أساسيين من أعوان الرئيس السابقين على المثول أمامها للإدلاء بما لديهم من معلومات قد تكون حاسمة في دعم هذا التوجه. وتشير أجواء خصوم الرئيس إلى أنهم يعتزمون الدفع في هذا الاتجاه، على الرغم من تحفظ رئيسة المجلس نانسي بيلوسي على هذا الخيار بحجة إعطاء الأولوية لحملة انتخابات الرئاسة، طالما أن مشروع "العزل" محكوم بالفشل في نهاية المطاف، لأن مجلس الشيوخ صاحب الكلمة الفصل في الموضوع لن يوافق حتى على النظر فيه، ناهيك بالتصويت عليه.
مع ذلك، ما زال الموضوع يكتسب المزيد من الزخم، سواء في أوساط أهل القانون أو داخل الكونغرس، وبما تسبب به من انقسامات في صفوف الديمقراطيين، ولو أن بيلوسي تمكنت من ضبطها حتى الآن، لكن عليها حسم الأمر قريباً تحت ضغط الوقت. وجهة قرارها مرهونة بمدى إصرار دعاة العزل على المضي بالإجراءات، وقدرتهم على تقديم قضية متماسكة بالاستناد إلى تقرير مولر، كما إلى الإفادات والمعلومات التي ستتمخض عنها جلسات الاستماع إلى الشهود خلال الأسابيع القليلة القادمة. الاستقطاب حاد بين الفريقين.
اقــرأ أيضاً
وقد لا تقوى بيلوسي على مواصلة منع المجلس من "القيام بواجبه الدستوري" في الإشراف على الرئاسة ومحاسبتها. بالإضافة إلى ذلك، هي بحاجة إلى كتلة هذا الفريق في مجلس النواب، لتمرير أجندة الحزب في عام انتخابي. ولن يكون حدثاً عادياً لو قرر المجلس المضي في عملية "العزل" التي مارسها مرتين فقط في تاريخه؛ مرة ضد الرئيس أندرو جونسون سنة 1868، وبعد 130 سنة ضد الرئيس كلينتون. وفي الحالتين، وقف مجلس الشيوخ ضد الإجراء وحال دون إزاحة الرئيس. وحتى لو جرى صرف النظر عن سلوك هذا السبيل لغياب الحيثيات الموجبة، فإن عواصف رئاسة ترامب غير مرشحة للهدوء، بل على العكس هي مرشحة لتصبح من فصيل "دوريان"، وباقية أقله لخريف 2020؛ فالأوضاع الداخلية على غير ما وُعد به، والأزمات مع الخارج معلقة أو محفوفة بخطر الانفجار. وبين الاثنين تترسخ حالة من التيه والبلبلة، ما يفاقم الأمور ويفتحها على المجهول.
بموازاة ذلك، تتجمع في الأفق القريب غيوم عاصفة أعتى، من نوع آخر. الكونغرس يستأنف عمله يوم الإثنين القادم بعد نهاية إجازة الصيف. ومعه يعود ملف التحقيقات الروسية وتقرير مولر إلى الواجهة. مجلس النواب ينوي، حسب إشارات أركانه، تحريك موضوع "عزل" الرئيس ترامب ووضعه على سكة التصويت. خطوة لو تحققت فإنها لن تقل عن إعصار، خصوصاً في ظل حملة انتخابية كاسرة.
فور عودتهم، يزمع الديمقراطيون توسيع دائرة التحقيقات في "رشوات وخروقات مالية" ارتكبت أثناء حملة ترامب الانتخابية في 2016. موضوع حساس وخطير من الناحية القانونية. صار أكثر من نصف الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب (134 زائدا نائبا مستقلا) يدعون إلى طرح خيار العزل على التصويت للمباشرة بإجراءاته التحقيقية. وربما يتعزز الرقم في الأيام القليلة القادمة، بعد أن يبت القضاء بشأن استدعاءات لجان المجلس، وإجبار شهود أساسيين من أعوان الرئيس السابقين على المثول أمامها للإدلاء بما لديهم من معلومات قد تكون حاسمة في دعم هذا التوجه. وتشير أجواء خصوم الرئيس إلى أنهم يعتزمون الدفع في هذا الاتجاه، على الرغم من تحفظ رئيسة المجلس نانسي بيلوسي على هذا الخيار بحجة إعطاء الأولوية لحملة انتخابات الرئاسة، طالما أن مشروع "العزل" محكوم بالفشل في نهاية المطاف، لأن مجلس الشيوخ صاحب الكلمة الفصل في الموضوع لن يوافق حتى على النظر فيه، ناهيك بالتصويت عليه.
مع ذلك، ما زال الموضوع يكتسب المزيد من الزخم، سواء في أوساط أهل القانون أو داخل الكونغرس، وبما تسبب به من انقسامات في صفوف الديمقراطيين، ولو أن بيلوسي تمكنت من ضبطها حتى الآن، لكن عليها حسم الأمر قريباً تحت ضغط الوقت. وجهة قرارها مرهونة بمدى إصرار دعاة العزل على المضي بالإجراءات، وقدرتهم على تقديم قضية متماسكة بالاستناد إلى تقرير مولر، كما إلى الإفادات والمعلومات التي ستتمخض عنها جلسات الاستماع إلى الشهود خلال الأسابيع القليلة القادمة. الاستقطاب حاد بين الفريقين.
وقد لا تقوى بيلوسي على مواصلة منع المجلس من "القيام بواجبه الدستوري" في الإشراف على الرئاسة ومحاسبتها. بالإضافة إلى ذلك، هي بحاجة إلى كتلة هذا الفريق في مجلس النواب، لتمرير أجندة الحزب في عام انتخابي. ولن يكون حدثاً عادياً لو قرر المجلس المضي في عملية "العزل" التي مارسها مرتين فقط في تاريخه؛ مرة ضد الرئيس أندرو جونسون سنة 1868، وبعد 130 سنة ضد الرئيس كلينتون. وفي الحالتين، وقف مجلس الشيوخ ضد الإجراء وحال دون إزاحة الرئيس. وحتى لو جرى صرف النظر عن سلوك هذا السبيل لغياب الحيثيات الموجبة، فإن عواصف رئاسة ترامب غير مرشحة للهدوء، بل على العكس هي مرشحة لتصبح من فصيل "دوريان"، وباقية أقله لخريف 2020؛ فالأوضاع الداخلية على غير ما وُعد به، والأزمات مع الخارج معلقة أو محفوفة بخطر الانفجار. وبين الاثنين تترسخ حالة من التيه والبلبلة، ما يفاقم الأمور ويفتحها على المجهول.