عناوين لا نعرف أصحابها

19 ديسمبر 2017
ديلان عابدين أمين/ العراق
+ الخط -

رتّب المسافرون صباحاتهم وفقاً لاتجاه الرياح
ووفقاً لحركة أقدام النسوة العاريات صوب السواقي
عند عين الماء ذاته، تخفّى مراهقان بأعواد الشجر
وتمّت المهمة بفضل دورِيٍّ شريد.
...
الكهل الذي أمضى سنيّ عمره وهو يلوّح للمسافرين في محطة القطارات،
صار يلتقط صوراً للعربات الفارغة
ويرسلها بالبريد إلى عناوين لا يعرف أصحابها
لكن الفتاة الذاهبة إلى عملها مع آخر العربات،
عادت لتردّد أغنية عن البوادي
ولم تنتبه إلى أن السماء أمطرت
طوال ليلة الأمس.

العائدات إلى الحكاية
الواهيات المُتعبات
يمسكن الحصى
من خصورها
...
الشاردات، الذاهبات بعيونهن نحو المجاز
يردّدن ذات الأغنية
في الوادي السحيق
العائدات أول الفجر
مع سلال العنب وبعض من الخبز
يمشين على رؤوس أصابعهن
ريبةً من الظلال.

أن تكتب عن لقاء مدينة أو فتاة أو بجعة كأنك توحي للنوارس بطريقة أخرى للطيران
إن فعلتها، لا العربات، التي تميل بعجلاتها عن حافة الطريق، بإمكانها أن تجعلك تستقر في قاع النهر
ولا المشاة، الذين يسألونك عن الطريق، سيتخذون ذات القارب الذي تشير إليه دائماً
أن تكتب عن الوداع أمر مشابه...

العابرات حافيات على العشب، أجمل ما فيهن أن أقدامهن عرفت أيضاً، الزجاج والحصى والقماش والأوساخ والغبار والماء، ولهذا هكذا... يحملهن النسيم ويضعهن حيثما، وكيفما يريد.

المساهمون