كثير من الموريتانيين ينزلون إلى الأرصفة للبحث عن عمال يقومون بأعمال البناء والترميم، وتصليح شبكات المياه والكهرباء، وغيرها.
وكثير من العمال ينتظرون بلهفة مثل هذه الفرصة. فيتنافس عمال الأرصفة، أو "المنيفرات"، باللهجة الموريتانية، على حجز أماكن استراتيجية على الأرصفة المقابلة لسوق العاصمة، للظفر بالزبائن. حتى باتت أماكن تجمعهم معروفة لكلّ من يرغب في تشغيلهم. فيكفي أن يذهب إلى موقفهم، ليجد عشرات العمال والحرفيين المتأهبين.
ويجمع "الموقف"، وهو المكان المخصص لعمال الأرصفة، العاطلين عن العمل، والعمال المهرة، والحرفيين، والمهاجرين الأفارقة. فكلّ منهم يبحث عن فرصة للعمل اليومي، الذي تزداد أوقاته وأجوره بحسب المهمة، التي نجح في الظفر بها. فيعرض هؤلاء خدماتهم المتنوعة في السباكة والنجارة والبناء والصباغة والبستنة والحدادة والكهرباء.
من جهته، يقول الباحث الاجتماعي، أحمد سعيد ولد همام، لـ"العربي الجديد"، إنّ عمال الأرصفة يتفاوتون في مستوى الخبرات التي يمتلكونها. ويقول إنّ منهم من يتقن عمله، فيما كثيرون لا يجيدون ذلك، لأنهم دخلاء على الميدان. كما يشير إلى أنّ بعضهم يمارس أكثر من حرفة للحصول على دخل يومي. ويتابع أنّ الاتفاق بين العامل والزبون يكون بالتراضي، وغالبا ما يكون الأجر متدنياً، بالمقارنة مع المقاولين وعمال الشركات، وهو ما يفسر الإقبال على عمال الأرصفة.
في المقابل، يؤكد ولد همام أنّ ظاهرة عمال الأرصفة ساعدت في امتصاص البطالة. وفتحت أبواب رزق للكثير من العمال، الذين فقدوا عملهم.
وتنتشر في موريتانيا ظاهرة الاستعانة بهؤلاء العمال، رغم أنّ بعضهم يلجأ الى مضاعفة الأجرة، التي يطلبها نظير عمله، لتعويض الأيام السابقة، التي لم يعمل خلالها. ويتخذ هؤلاء العمال من الأسواق والشوارع الرئيسية مكاناً لعرض خدماتهم، فيما يقوم بعضهم بتغيير نشاطه بشكل دوري، بحسب ارتفاع الطلب على الحرفة. ففي الصيف مثلاً، تنتعش أشغال البناء والحفر والصباغة، فيتخصص أغلب عمال الأرصفة في البناء والإنشاءات، خصوصاً أنّ العائلات تستغل مناسبة العطلة الصيفية لتغيير هندسة وديكور البيت. وفي الشتاء يلجأ أغلب الحرفيين وعمال الأرصفة إلى التخصص في مهن مرتبطة بالتدفئة، كسخانات الماء وأجهزة التدفئة.
ولا يجد هؤلاء العمال صعوبة في تغيير نشاطهم. فهم يجددون حيويتهم مع كل تغيير جديد على حرفتهم. ويقول أحمدو ولد الراضي، الذي يعمل كهربائيا، إنّ نشاطه يتغير من صيانة المكيفات في فصل الصيف، إلى صيانة أجهزة المطبخ الكهربائية في شهر رمضان والأعياد، حتى صيانة أجهزة التدفئة في الشتاء. كما يقول إنّه يعمل أحياناً كمساعد لحرفيي الصباغة والنجارة.
وعن الظروف التي تدفعه إلى البقاء على الرصيف بحثاً عن عمل، يقول ولد الراضي، لـ "العربي الجديد": "كنت أعمل في شركة لكن بعد إغلاقها لأسباب مالية، بتّ عاطلا عن العمل. بحثت عن وظائف في عدة شركات بلا فائدة. وفي النهاية لجأت إلى الرصيف بحثا عن رزق يومي، يعينني في توفير مصاريف الأسرة، في انتظار العثور على عمل رسمي".
ويأمل أحمدو في إيجاد مثل هذه الوظيفة، لكنه يبدو سعيدا بعمله المؤقت اليوم. ويقول "هو أفضل من البقاء دون عمل... أصبح لديّ معارف وزبائن يطلبون خدماتي عبر الهاتف... والأهم هو الحصول على مصروف البيت".
تعاني أسواق نواكشوط من فوضى كبيرة. ويتنافس العمال بشكل كبير على المواقع الاستراتيجية في المدينة، من شوارعها الرئيسية وساحاتها العامة، إلى مداخل مساجدها وأبنيتها الحكومية. وهو ما يثير غضب السلطات.
وتجري السلطات عمليات دائمة لطرد عمال الأرصفة أمام المقارّ الحكومية. ورغم هذه الحملات يعود العمال إلى الساحات ويحرصون على الاحتفاظ بمواقعهم السابقة المعروفين بها. ويستغلون إقبال الناس عليهم، رغم ما يتعرضون له من مضايقات ومصادرة شبه يومية لمعداتهم.
ولا يخلو الأمر من مشاحنات بين العمال أنفسهم. ففي الفترة الأخيرة دخل الطلاب والعاطلون عن العمل هذا المجال. وباتوا ينافسون بقوة عمال الأرصفة، مما تسبب في الخلاف بين العمال الجدد والقدامى. كما بات مشهد تسابقهم للفوز بزبون، والحصول على فرصة عمل، مشهدا مألوفا في أسواق نواكشوط.
وكثير من العمال ينتظرون بلهفة مثل هذه الفرصة. فيتنافس عمال الأرصفة، أو "المنيفرات"، باللهجة الموريتانية، على حجز أماكن استراتيجية على الأرصفة المقابلة لسوق العاصمة، للظفر بالزبائن. حتى باتت أماكن تجمعهم معروفة لكلّ من يرغب في تشغيلهم. فيكفي أن يذهب إلى موقفهم، ليجد عشرات العمال والحرفيين المتأهبين.
ويجمع "الموقف"، وهو المكان المخصص لعمال الأرصفة، العاطلين عن العمل، والعمال المهرة، والحرفيين، والمهاجرين الأفارقة. فكلّ منهم يبحث عن فرصة للعمل اليومي، الذي تزداد أوقاته وأجوره بحسب المهمة، التي نجح في الظفر بها. فيعرض هؤلاء خدماتهم المتنوعة في السباكة والنجارة والبناء والصباغة والبستنة والحدادة والكهرباء.
من جهته، يقول الباحث الاجتماعي، أحمد سعيد ولد همام، لـ"العربي الجديد"، إنّ عمال الأرصفة يتفاوتون في مستوى الخبرات التي يمتلكونها. ويقول إنّ منهم من يتقن عمله، فيما كثيرون لا يجيدون ذلك، لأنهم دخلاء على الميدان. كما يشير إلى أنّ بعضهم يمارس أكثر من حرفة للحصول على دخل يومي. ويتابع أنّ الاتفاق بين العامل والزبون يكون بالتراضي، وغالبا ما يكون الأجر متدنياً، بالمقارنة مع المقاولين وعمال الشركات، وهو ما يفسر الإقبال على عمال الأرصفة.
في المقابل، يؤكد ولد همام أنّ ظاهرة عمال الأرصفة ساعدت في امتصاص البطالة. وفتحت أبواب رزق للكثير من العمال، الذين فقدوا عملهم.
وتنتشر في موريتانيا ظاهرة الاستعانة بهؤلاء العمال، رغم أنّ بعضهم يلجأ الى مضاعفة الأجرة، التي يطلبها نظير عمله، لتعويض الأيام السابقة، التي لم يعمل خلالها. ويتخذ هؤلاء العمال من الأسواق والشوارع الرئيسية مكاناً لعرض خدماتهم، فيما يقوم بعضهم بتغيير نشاطه بشكل دوري، بحسب ارتفاع الطلب على الحرفة. ففي الصيف مثلاً، تنتعش أشغال البناء والحفر والصباغة، فيتخصص أغلب عمال الأرصفة في البناء والإنشاءات، خصوصاً أنّ العائلات تستغل مناسبة العطلة الصيفية لتغيير هندسة وديكور البيت. وفي الشتاء يلجأ أغلب الحرفيين وعمال الأرصفة إلى التخصص في مهن مرتبطة بالتدفئة، كسخانات الماء وأجهزة التدفئة.
ولا يجد هؤلاء العمال صعوبة في تغيير نشاطهم. فهم يجددون حيويتهم مع كل تغيير جديد على حرفتهم. ويقول أحمدو ولد الراضي، الذي يعمل كهربائيا، إنّ نشاطه يتغير من صيانة المكيفات في فصل الصيف، إلى صيانة أجهزة المطبخ الكهربائية في شهر رمضان والأعياد، حتى صيانة أجهزة التدفئة في الشتاء. كما يقول إنّه يعمل أحياناً كمساعد لحرفيي الصباغة والنجارة.
وعن الظروف التي تدفعه إلى البقاء على الرصيف بحثاً عن عمل، يقول ولد الراضي، لـ "العربي الجديد": "كنت أعمل في شركة لكن بعد إغلاقها لأسباب مالية، بتّ عاطلا عن العمل. بحثت عن وظائف في عدة شركات بلا فائدة. وفي النهاية لجأت إلى الرصيف بحثا عن رزق يومي، يعينني في توفير مصاريف الأسرة، في انتظار العثور على عمل رسمي".
ويأمل أحمدو في إيجاد مثل هذه الوظيفة، لكنه يبدو سعيدا بعمله المؤقت اليوم. ويقول "هو أفضل من البقاء دون عمل... أصبح لديّ معارف وزبائن يطلبون خدماتي عبر الهاتف... والأهم هو الحصول على مصروف البيت".
تعاني أسواق نواكشوط من فوضى كبيرة. ويتنافس العمال بشكل كبير على المواقع الاستراتيجية في المدينة، من شوارعها الرئيسية وساحاتها العامة، إلى مداخل مساجدها وأبنيتها الحكومية. وهو ما يثير غضب السلطات.
وتجري السلطات عمليات دائمة لطرد عمال الأرصفة أمام المقارّ الحكومية. ورغم هذه الحملات يعود العمال إلى الساحات ويحرصون على الاحتفاظ بمواقعهم السابقة المعروفين بها. ويستغلون إقبال الناس عليهم، رغم ما يتعرضون له من مضايقات ومصادرة شبه يومية لمعداتهم.
ولا يخلو الأمر من مشاحنات بين العمال أنفسهم. ففي الفترة الأخيرة دخل الطلاب والعاطلون عن العمل هذا المجال. وباتوا ينافسون بقوة عمال الأرصفة، مما تسبب في الخلاف بين العمال الجدد والقدامى. كما بات مشهد تسابقهم للفوز بزبون، والحصول على فرصة عمل، مشهدا مألوفا في أسواق نواكشوط.