مرّت، بصمت، في السابع من الشهر الجاري، الذكرى الثانية لرحيل الموسيقار المصري عمّار الشريعي (1948 - 2012). لعلّ أبرز ما عُرفَ به صاحب موسيقى مسلسل "الشهد والدموع"، إضافة إلى أنّه محلّل موسيقيّ بارع، هو مؤلّفاته التي وضعها للأعمال الدرامية من أفلام ومسرحيات ومسلسلات.
كنّا نتجمّع أمام التلفاز عندما يحين موعد مسلسل "رأفت الهجّان"، ليس لمشاهدة الحلقة المُنتظرة فحسب، بل للإصغاء أيضاً إلى مقدّمتها الموسيقية والمقطوعات التي كانت تتخلّل مشاهدها وبتنا ندندنها بعد انتهاء تلك الساعة التلفزيونية.
لم يضع الشّريعي مؤلّفات آلية فقط للأعمال الدارمية، بل لحّن لها قصائد محكية، أبرزها تلك التي كتبها الشاعر سيد حجاب، مثل أغنية مسلسل "أرابيسك".
هنا، يستوقفنا هذا الاعتناء الخاص من مخرجي الثمانينيات والتسعينيات بجودة أعمالهم، ليس لناحية نصّ المسلسل وبنائه الدرامي فقط، وإنّما في موسيقاه (جزء لا يتجزّأ من البناء الدرامي)؛ عبر اختيار شعراء وملحّنين بارزين، نفتقد اليوم وجود أمثالهم.
حين نُلقي نظرةً على ما أنتجته الدراما العربية في الأعوام الأخيرة، نجد أنّ مستوى الأعمال الفنية قد انخفض، لتتحوّل المسلسلات إلى مجرّد "حواديت" ضبابية. ومعها أيضاً، تحوّلت موسيقى المسلسلات وأغانيها من قطعٍ فنية، إلى سلع سريعة الإعداد في زوبعة الاستهلاك.