يبدو، من خلال ما نشهده من حولنا، أن معايير الجمال تتبدل بين مرحلة وأخرى، فتختلف عما اعتدناه سابقاً، بل تبدو معاكسة أحياناً. وهو ما يظهر في تغير شكل النجوم مثلاً عبر السنين، وتحديداً تغّير مظهرهم الخارجي في الوجه والجسد. فهل فعلاً تتبدّل هذه المقاييس؟
يقول خبير الجراحات التجميلية، هنري ستيفان، إن مقاييس الجمال الأساسية لا تختلف فعلياً، ولا بد من الاستناد إليها دوماً. لكن ما قد يختلف هو بعض المعايير الجمالية بحسب الموضة، وبحسب نجمات يسعى البعض إلى اعتماد أسلوبهن وتقليدهن في الشكل. ويضيف ستيفان: "بوجود وسائل التواصل الاجتماعي، ازداد تأثر الناس بها. كما ازداد أثر الموضة على الجمال. قبل فترة زمنية معينة، كان الميل إلى النحول الزائد والصدر الصغير الحجم. ثم أصبح المعيار في الجمال هو الصدر الكبير مع الجسم النحيل. أما اليوم فاختلف الوضع، ليصبح المعيار في الخصر الرفيع مع ردفين أكبر حجماً. كذلك بالنسبة إلى الوجه. كان المعيار هو الملامح الطبيعية في الوجه، ثم تحولت الأمور إلى العكس تماماً من خلال نفخ الخدين والشفتين بشكل زائد. اليوم المعيار هو في موقع وسط بين المرحلتين السابقتين، إذْ ثمة ميل أكثر إلى المظهر الطبيعي مع التكبير، ليبرز الجمال بشكل أفضل".
يقول خبير الجراحات التجميلية، هنري ستيفان، إن مقاييس الجمال الأساسية لا تختلف فعلياً، ولا بد من الاستناد إليها دوماً. لكن ما قد يختلف هو بعض المعايير الجمالية بحسب الموضة، وبحسب نجمات يسعى البعض إلى اعتماد أسلوبهن وتقليدهن في الشكل. ويضيف ستيفان: "بوجود وسائل التواصل الاجتماعي، ازداد تأثر الناس بها. كما ازداد أثر الموضة على الجمال. قبل فترة زمنية معينة، كان الميل إلى النحول الزائد والصدر الصغير الحجم. ثم أصبح المعيار في الجمال هو الصدر الكبير مع الجسم النحيل. أما اليوم فاختلف الوضع، ليصبح المعيار في الخصر الرفيع مع ردفين أكبر حجماً. كذلك بالنسبة إلى الوجه. كان المعيار هو الملامح الطبيعية في الوجه، ثم تحولت الأمور إلى العكس تماماً من خلال نفخ الخدين والشفتين بشكل زائد. اليوم المعيار هو في موقع وسط بين المرحلتين السابقتين، إذْ ثمة ميل أكثر إلى المظهر الطبيعي مع التكبير، ليبرز الجمال بشكل أفضل".
بين رأي المرأة وقرار الطبيب
لا يمكن أن ننكر أن المرأة تتطلع أحياناً إلى إجراء تغييرات معينة في شكلها، تعتبر أنها تساهم في تحسينه وزيادتها جمالاً. لكنها قد لا تكون دائماً على صواب، بل على العكس، قد يكون لتمسكها برأيها الخطأ أحياناً عواقب لا يمكن فيها العودة إلى الوراء. يؤكد ستيفان أن المرأة قد تقصده أحياناً، مقتنعة بفكرة معينة في التجربة التجميلية التي تريد أن تخوضها، فيقول: "أستمع أولاً إلى رأي المرأة التي تقصدني، وقد أقتنع برأيها أو لا. فإذا لم تكن على حق، وأعرف جيداً أن التغيير الذي تريد أن تحدثه في شكلها لا يناسبها، أناقشها في ذلك، وأحاول أن أقنعها وأن أبدّل رأيها. قد تقتنع بالبديل الذي أقترحه، فنباشر في ذلك، وإلا فأنا أرفض تماماً الانصياع وتنفيذ رغبتها. ولا يمكن أن أجري العملية التجميلية التي ترغب في إجرائها".
أسباب التشوهات كثيرة وللتجميل شروط
نشهد حالياً أخطاءً كثيرة في التجميل، وتشوهات مؤسفة تطرح التساؤلات بشأنها، وبشأن أسبابها المحتملة. فهل الطبيب هو المخطئ دائماً؟ أم هي المرأة التي تغرق شيئاً فشيئاً في التجميل إلى حد المبالغة والتشويه، وتجد نفسها في دوامة مع صعوبة في الخروج منها؟ أم هي أسباب أخرى تحوّل التجميل الهادف إلى تحسين الشكل وإبراز جمال المرأة؟ أم إلى تشويهها؟ في هذا الإطار يشير ستيفان إلى شروط معينة لا بد من التقيد بها لدى اللجوء إلى التجميل، مشدداً على أهمية التوجه إلى طبيب اختصاصي في التجميل والترميم، لأنه وحده القادر على اتخاذ القرارات الصائبة، فيما قد يؤدي التوجه إلى أشخاص آخرين إلى مشاكل كثيرة وتشوهات لا يمكن تصحيحها. ويضيف: "تُستخدَم أحياناً في التجميل موادّ دائمة تسبب الكثير من المشاكل، ولا ينصح أبداً اعتمادها بعدما شاع استخدامها مؤخرًا. فقد ظهرت المشاكل الناتجة عنها في المدى البعيد من تعرجات وتشوهات والتهابات. لذلك حالياً تستخدم الموادّ الذائبة في الجسم، التي تبين أن لها مشاكل أقل. لكن حتى في هذه الحالة لا بد من التأكد من جودة الموادّ المستعملة". ولا ينكر ستيفان أنّ المرأة نفسها قد تقف وراء التشوه الحاصل، إذْ إنها قد تصرّ مثلاً على تكبير شفتيها الكبيرتين أصلاً بشكل زائد، إما لأنها مقتنعة بالفكرة، وإما أنها متأثرة بمحيطها أو بإحدى صديقاتها، أو بإحدى النجمات أو المؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن الأسباب الإضافية التي تؤدي إلى التشوهات، انصياع الطبيب إلى طلب المرأة بشكل عشوائي، وإن لم يكن صائباً. وفي هذه الحالة تقع المسؤولية على كل من الطبيب والمرأة. فعلى الطبيب أن يشرح تفصيلاً للمرأة عواقب ومضاعفات التقنية التي تلجأ إليها، إذا كانت تشكل خطراً عليها، أو قد تؤثر سلباً على جمالها، أو لها مضاعفات معينة. أيضاً، وبحسب ستيفان، من المهم أن تطّلع المرأة جيداً على التقنية التي تنوي اللجوء إليها قبل إجرائها.
أما بالنسبة إلى الأخطاء والمضاعفات التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل وتشوهات لم تكن في الحسبان، فيقول ستيفان بأنه لا بد من التمييز هنا بين المضاعفات التي يمكن أن تحصل، والتي على الطبيب أن يشرحها للشخص قبل العملية متحدثاً عن معدل الخطر، وخصوصاً أن التجميل يبقى عملية غير إلزامية، يمكن عدم اللجوء إليها في حال وجود خطر. علماً أن نسبة الخطورة في عمليات التجميل تعتبر قليلة. من جهة أخرى، تبرز الأخطاء التي يعرف الطبيب الاختصاصي الحلول المناسبة لتصحيحها أياً كانت. لكن تبقى بعض الأخطاء غير قابلة للتصحيح. ويوضح: "يختلف معدل نجاح العملية بين حالة وأخرى. ومن الضروري أن تكون توقعات الشخص الذي يلجأ إلى العملية واقعية ومنطقية، وتستند إلى توضيحات الطبيب قبل العملية. لكن بشكل عام، ثمة أمور ترتبط بالعملية نفسها، وهي الأخطاء التي يمكن غالباً تصحيحها مباشرة أو في وقت لاحق من خلال تقنية أخرى، ويجب تمييزها عن الأخطاء التي قد لا تكون متوقعة". من الضروري التذكير بأن التجميل أتى في خدمة الجمال، لإجراء تحسينات عليه أو لإبرازه بشكل أفضل. ومع سوء استعماله والمبالغة، من الطبيعي أن يفقد الغاية لوجوده. كما يبدو أساسياً أن يكون الطبيب الاختصاصي في التجميل والترميم متمتعاً بضمير مهني، إلى جانب أهمية الوعي وحسن الاطلاع، تجنباً للوقوع في أخطاء.