عمليات "درع الفرات" تحاصر "داعش" شمال حلب

01 أكتوبر 2016
الجيش السوري الحر يتقدم في الشمال السوري (أمين سنسار/الأناضول)
+ الخط -

حققت قوات المعارضة السورية المنضوية في غرفة عمليات "درع الفرات" مع قوات خاصة من الجيش التركي، تقدماً ملحوظاً، هو الأول من نوعه منذ أسابيع، على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ريف حلب الشمالي، لتصبح أهم البلدات التي يسيطر عليها التنظيم في المنطقة في مرمى نيران الجيش التركي وقوات المعارضة، التي أعلنت بلدات أخترين ودابق وتركمان بارح وأحتيملات وصوران مناطق عسكرية، وطلبت من سكانها إخلاءها لحين إخراج "داعش" منها في الأيام المقبلة.

وتمكنت قوات المعارضة من السيطرة بشكل فعلي على قرى الزيادية وغرور وعويلين، الواقعة شمالي بلدة أخترين، أكبر البلدات التي يسيطر عليها التنظيم بريف حلب الشمالي. وباتت قوات المعارضة على بعد أربعة كيلومترات فقط من أخترين. بالتالي فإن السيطرة عليها تعني انحسار "داعش" عن كامل مناطق سيطرته بريف حلب الشمالي، نظراً لموقع أخترين الذي يضعها على ملتقى الطرق، التي تصل مناطق ريف حلب الشمالي بمناطق ريف حلب الشرقي. الأمر الذي يجعل من سيطرة المعارضة على البلدة، خطوة تجبر "داعش" على الانسحاب من مناطق سيطرته كلها بريف حلب الشمالي، نحو مناطق سيطرته في مدينة الباب وريفها بريف حلب الشرقي.

من الجانب التركي ذكر بيان صادر عن رئاسة هيئة الأركان التركية، أن "القوات المسلحة التركية، المشاركة في عملية درع الفرات، استهدفت مواقع داعش، شمالي حلب، بـ158 قذيفة مدفعية ثقيلة، و80 قذيفة بواسطة قاذفة صواريخ متعددة".

وكشف البيان أن "خمس مجموعات من القوات الخاصة في الجيش السوري الحر، تواصل عملياتها ضد داعش في المنطقة الممتدة بين الراعي وأعزاز بريف حلب الشمالي". وأضاف البيان أن "طائرات تابعة لسلاح الجو التركي نفذت غارات جوية أيضاً على ثلاثة مواقع للتنظيم في قرية حاج كوسا، ما أسفر عن تدمير مبنيين ومدفع دوشكا لداعش".

ويشير تقديم تركيا لهذا الغطاء الناري الكثيف لقوات الجيش السوري الحر، إلى نية غرفة عمليات درع الفرات تحقيق تقدم سريع على حساب "داعش" لحسم معركة ريف حلب الشمالي، قبل الالتفات مجدداً إلى المعركة ضد التنظيم بريف حلب الشرقي. وهي المعركة التي تم تجميدها منذ أيام على خلفية المقاومة القوية التي أبداها "داعش" في ريف الباب الشمالي، حيث تمكن من تدمير مدرعات عدة للجيش التركي بصواريخ مضادة للدروع، كما استهدف التنظيم قوات المعارضة المنضوية في "درع الفرات" بسيارات مفخخة عدة.



لكن مناطق ريف حلب الشمالي تحظى بأهمية خاصة بالنسبة لـ"داعش"، نظراً لأن جميع البلدات التي تسعى قوات المعارضة للسيطرة عليها حالياً، تقع ضمن سهل دابق. وهي المنطقة التي تتوسط بلدة دابق، التي يعدها التنظيم رمزاً لا يمكن أن يتخلى عنه نظراً لأهميتها في أدبياته، التي تفيد بأن مقاتليه سيخوضون معركة حاسمة فيها.

ويدعو ذلك إلى الاعتقاد بأن مسلّحي "داعش" سيبدون مقاومة عنيفة في مناطق ريف حلب الشمالي، الأمر الذي سيصعب من مهمة قوات المعارضة، وسيجعل من احتمال امتداد المعركة لأيام طويلة أمرا غير مستبعد. مع العلم أن سكان بلدات أخترين ودابق وتركمان بارح وأحتيملات وصوران، بدأوا بالنزوح عنها فعلاً أمس الجمعة، مع استمرار المواجهات العسكرية فيها. وأفادت مصادر محلية في المنطقة لـ"العربي الجديد"، بأن "مئات السيارات التي تقل النازحين تحركت من مناطق أخترين وارشاف واحتيملات والقرى المحيطة بها نحو الغرب، باتجاه مناطق تلالين وصوران وكفرغان بريف أعزاز، وهي مناطق يسيطر عليها داعش أيضاً، إلا أن قوات المعارضة لم تعلنها مناطق عسكرية ولم تطلب إخلاءها من السكان".

ويعيد تقدم قوات المعارضة إلى الأذهان سيناريو تأسيس المنطقة الآمنة التي تحدثت عنها تركيا مراراً العام الماضي، ذلك أن قوات "درع الفرات" باتت تسيطر فعلياً على كامل الجانب السوري من الحدود السورية التركية من مدينة جرابلس وصولاً إلى مدينة أعزاز، بطول يناهز الخمسة والتسعين كيلومتراً، وبعمق يراوح بين عشرة كيلومترات وعشرين كيلومتراً، إلا أنها تتطلع لزيادة رقعة سيطرتها على حساب "داعش"، الذي بات يبدو عاجزاً عن القيام بأي شيء.

وسيضع تقدم قوات "درع الفرات" المنتظر بريف حلب الشمالي في مواجهة مباشرة مجدداً مع "قوات سورية الديمقراطية"، التي تسيطر على بلدات حربل وتل رفعت ومنغ بريف حلب الشمالي، والتي تشكل قوات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري. وهي قوات تحظى بدعم كبير من الولايات المتحدة.