قال مسؤولون عراقيون في مديرية الدفاع المدني بمحافظة نينوى شمال البلاد، اليوم الثلاثاء، إن فرق البحث تمكنت من استخراج 52 جثة لمدنيين من تحت أنقاض منازل ومباني الموصل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بينهم ستة عشر طفلاً، تم التعرف على هويات معظمهم.
يأتي ذلك مع تواصل فرق البحث بمساعدة متطوعين وأعضاء منظمات حقوقية عملها في سبعة أحياء سكنية بالمدينة القديمة، التي يرجح وجود قرابة ألفي جثة أخرى بحسب مصادر الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب، قضت غالبيتها بالقصف الجوي لطائرات التحالف والطيران العراقي.
في غضون ذلك، قالت قيادة الجيش العراقي إنها قضت على مجموعة من مسلحي "داعش" كانت متحصنة في سرداب، تحت الأرض في الموصل بعد الاشتباك معهم.
ودخلت عمليات البحث عن الضحايا تحت الأنقاض أسبوعها الثاني، وسط توقعات باستمرارها لأكثر من شهر، بسبب العدد الكبير للمنازل المدمرة، والذي يتجاوز 20 ألف منزل في ساحل المدينة الأيمن وحدها.
وكشف المقدم جمال السوداني من قيادة عمليات نينوى التابعة للجيش العراقي في حديث لـ"العربي الجديد" عن انتشال 52 جثة لمدنيين في أحياء باب الطوب وباب لكش وباب البيض والنجفي والفتاح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية".
وبيّن السوداني أن عمليات البحث تجري بشكل مستمر حتى مع حلول الظلام، من قبل قوات الأمن وفرق الدفاع المدني والمتطوعين من سكان الموصل.
ووفقاً للسوداني، فإن من بين الذين تم انتشالهم ثلاث عوائل كاملة، كما أن هناك "ستة عشر طفلا دون سن العاشرة"، لافتاً إلى وجود نقص في ثلاجات الحفظ، لذا تعمل الفرق المختصة على تسليمهم لذويهم بشكل مباشر لمن يتم التعرف عليه.
ولم تعلن الحكومة العراقية حتى الآن عن عدد الضحايا المدنيين، كما لم تعلق على التقارير الدولية والإقليمية التي أكدت مقتل وجرح ما لا يقل عن 30 ألف مواطن موصلي في المعركة التي امتدت لتسعة أشهر، كما ترفض الاعتراف بأخطاء القصف الذي نفذته، أو قصف التحالف.
في هذه الأثناء، ذكر بيان صادر عن قيادة عمليات "قادمون يا نينوى"، وهي التسمية التي أطلقتها الحكومة العراقية على الحملة العسكرية لتحرير الموصل، أنه تم قتل عدد من مسلّحي "داعش" وجدوا داخل سراديب وأنفاق بالموصل القديمة.
ونقل البيان عن الفريق عبد الأمير رشيد يار الله، قوله خلال إجابته على سؤال حول اشتباكات وهجمات مفاجئة على القوات الأمنية في منطقتي الشهواني والقليعات بالموصل، إنه "ضمن حملات التفتيش للمدينة القديمة وأثناء هذه العمليات ظهر عدد من المسلحين الذين اختبأوا في السراديب والأنقاض والأنفاق".
وأضاف يار الله أن "القوات الأمنية اشتبكت معهم وقتلتهم جميعا"، مشيراً إلى أن "هذه الحالات متوقعة في المدينة القديمة بالموصل".