عمر النجدي... ميكانيكي سوري في تركيا

26 أكتوبر 2017
قاتل في صفوف الجيش الحر (العربي الجديد)
+ الخط -

انتهى المطاف باللاجئ السوري عمر النجدي (26 عاماً) في مدينة أورفا التركية حيث افتتح مع مجموعة من أصدقائه ورشة ميكانيك سيارات، بعد جولة معاناة أمضاها متنقلاً في تركيا، إثر فراره من سورية نتيجة اعتقاله عبر تنظيم "داعش".

أمضى عمر نحو أسبوع في سجون "داعش" بمنطقة بزاعة في محيط مدينة الباب، شرق حلب، شمال سورية، تحت رحمة التنظيم الذي اتهمه بمحاولة الهجرة إلى "بلاد الكفر والردة". يؤكد عمر لـ"العربي الجديد" أنّه لم يرَ وجه أيّ عنصر من عناصر التنظيم في ذلك السجن المجهول الموقع، إذ داهمهم هؤلاء بينما كان مع مجموعة من أقاربه في صالة إنترنت، وعصبت عيونهم بقماش أسود، وعندما وصلوا إلى الزنزانة التي كانت في قبو، كما يظن، كان عددهم جميعاً 38 معتقلاً في غرفة لا تتجاوز مساحتها خمسة أمتار مربعة. يقول عمر: "لم أعتقل من قبل، لكنّ ما حصل معنا في سجن داعش، هو نفسه ما يرويه المعتقلون الخارجون من سجون النظام، فقد كنا ننام واقفين أو فوق بعضنا البعض، ولا نعرف من يحقق معنا، كما أنّ المحقق يعرف كلّ المعلومات وما كان يجري من حديث بيني وبين أقاربي عن تخطيطنا للهروب باتجاه بلدة أعزاز، وهي منطقة سيطرة الجيش السوري الحر".

يروي عمر أنّ مقاتلي "داعش" يزعمون أنّهم يدعون الناس إلى الإسلام، لكنّ تصرفاتهم لا تختلف أبداً عن تصرفات النظام، فهم يضربون المعتقل ويعذبونه ويشتمونه، وينفذون أحكاماً بعيدة عن روح الإسلام.

حكم قاضي "داعش" على النجدي بمصادرة كلّ ما معه من مال وجلده 200 جلدة حتى "يتوب عن التفكير في الهروب إلى بلاد الكفر". ما حدث مع عمر النجدي جعله يفكر جدياً بعد خروجه من المعتقل بالفرار خارج مناطق سيطرة التنظيم، خصوصاً أنّ التنظيم بدأ بإصدار أحكام إعدام مباشرة بحق من ثبت عليه القتال في صفوف الجيش الحر أو المشاركة في التظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وتلك التهمة نفاها عمر خلال التحقيق معه وهو الذي قاتل في صفوف الجيش الحر ضد النظام بعد المشاركة لعام كامل في التظاهرات والاحتجاجات السلمية في مدينة دير الزور التي ولد فيها في اليوم الأول من عام 1991.

بعد خروجه من السجن، تمكن من الوصول إلى أعزاز ومنها إلى تركيا. وصل أولاً إلى هاتاي (جنوب تركيا) وبعد أيام انتقل إلى أورفا ووصل لاحقاً إلى مدينة إسطنبول وعمل في ورشة لتصليح السيارات حتى تمكن من فهم أصول المهنة في تركيا. لكنّ غلاء المعيشة في إسطنبول دفعه للتفكير في العودة إلى أورفا الأرخص معيشياً. هناك فتح مع مجموعة من الأصدقاء ورشة لتصليح السيارات، وبات يفكر في الزواج قريباً بعد عودة أمه من السعودية ولمّ شمل عائلته في أورفا.

المساهمون