بمقتل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، على يد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، يطوي اليمن، عقوداً من حكمه وتربعه على موقع "الرجل الأول"، ثم كأحد أبرز الفاعلين في الحرب الدائرة في البلاد، منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام.
ولد صالح في العام 1942، في منطقة سنحان جنوب صنعاء، وبدأ سيرته السياسية بالانضمام للجيش، حيث التحق بمدرسة الضباط في العام 1960، وتدرج في المناصب والأدوار العسكرية، وأبرزها قائد "لواء تعز"، قبل توليه السلطة.
في العام 1978، تسلم الحكم في الشطر الشمالي في اليمن، بعد أحداث دامية شهدتها البلاد، حيث قتل ثلاثة رؤساء، شمالاً وجنوباً خلال عام، وتسلم صالح السلطة خلفاً لأحمد الغشمي، الذي اغتيل في صنعاء.
أسس صالح "حزب المؤتمر الشعبي العام" في شمال اليمن في العام 1982، وفي العام 1990 دخل شطرا اليمن الشمالي والجنوبي، في اتفاق الوحدة، والذي بموجبه حافظ صالح على منصب "الرجل الأول"، في اليمن الموحد.
في العام 1990 أيضاً، اتُهم صالح بالوقوف مع الرئيس العراقي حينها، صدام حسين، الذي غزا الكويت، وعلى إثر ذلك، دخل اليمن، في دائرة الغضب الخليجي، وفي مقدمتهم السعودية، الدولة الإقليمية الأكثر تأثيراً في اليمن.
في العام 1994، قاد صالح حرباً ضد شركائه في الوحدة جنوباً من الحزب الاشتراكي اليمني، والذين أعلنوا الانفصال خلال الحرب، وتمكن صالح وحلفاؤه من إعادة فرض توحيد البلاد بالقوة. وفي العام 2006، جرت أول انتخابات رئاسية تنافسية نجح فيها صالح.
في العام 2004 بدأت الحكومة اليمنية تقود حرباً ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في صعدة، واستمرت بشكل متقطع حتى العام 2010.
في العام 2011، كان أحد أبرز الرؤساء الذين خرجت ضدهم ثورة شعبية ضمن "الربيع العربي"، بعد 33 سنة من حكمه البلاد، منها 21 عاماً في اليمن الموحد، وقبلها للشمال.
في يونيو/حزيران 2011 أصيب صالح بجروح بالغة جراء تفجير استهدفه وكبار معاونيه في مسجد دار الرئاسة بمنطقة النهدين، وعلى إثره نُقل إلى العلاج في السعودية، التي بقي فيها لأشهر.
سلم صالح السلطة وفق اتفاق ما سمي "المبادرة الخليجية" التي وُقعت في نوفمبر/تشرين الثاني2011، إلى نائبه عبدربه منصور هادي، لكنه بقي فاعلاً من خلال استمراره برئاسة الحزب الذي كان حاكماً (المؤتمر الشعبي العام).
في العام 2014، برز تحالف صالح مع الحوثيين الذين اجتاحوا صنعاء في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وفي العام 2015، أصبح صالح هدفاً للتحالف الذي تقوده السعودية باعتباره حليفاً للحوثيين بالانقلاب على الشرعية.
نجا علي عبدالله صالح، من الغارات الجوية للتحالف أكثر من مرة، وفي الأشهر الأخيرة، برزت مؤشرات تفاهم غير معلنة بينه وبين التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، الأمر الذي تكشف أخيراً، لكن الوقت لم يسعفه، حيث قضى، اليوم، بنيران خصومه - حلفائه الحوثيين، بعد أيام قليلة من المواجهات في صنعاء.