علي صادقيان.. مؤسّس موقع "نت برغ" الإيراني

09 سبتمبر 2016
(العربي الجديد)
+ الخط -
يرفع الشاب الإيراني علي رضا صادقيان (30 عاماً) شعار التجدّد والإبداع. ولأنّه يؤمن بقدرة الشباب، فتح الباب، من خلال موقع أسّسه قبل ست سنوات، أمام عدد من الشباب، ونجح في توفير فرص عمل لهم في بلد يعاني أفراده من البطالة. صادقيان هو مؤسّس موقع "نت برغ" الإيراني، وهو الأوّل في البلاد المتخصّص في الدعاية والإعلان والتسويق. عادة ما يقدّم حسومات للزبائن الذين يقرّرون ارتياد الأماكن التي يعلن موقعه عنها. في هذا الإطار، يعمل ومجموعة من الشباب الذين تجاوز عددهم المئتين على جذب الزبائن من الشركات والمطاعم والمؤسسات التي تحتاج لإعلانات، بالإضافة إلى الزبائن المهتمّين بهذه الأماكن. ويسعون إلى جعلهم زواراً دائمين لموقعهم، والذي يقدّم لهم حسومات في قطاعات مختلفة، على غرار المطاعم أو المقاهي أو محال الألبسة وغيرها.

على الرغم من أن فكرة الموقع كانت معتمدة في عدد من الدول، خصوصاً في الغرب، إلا أنها كانت جديدة من نوعها في إيران، الأمر الذي أدركه صادقيان. يتحدّر الشاب من مدينة يزد الإيرانية، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس من جامعة "علم وصنعت" في طهران، وماجستير في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأميركية. هناك، لاحظ أنه تمكن الاستفادة من قدرات الشباب والإنترنت والمواقع الإلكترونية في مجال إدارة الأعمال، إلا أن التطبيق كان صعباً في مراحل التأسيس.

بدأ مع أربعة شباب من أفراد عائلته تنفيذ المشروع في عام 2010. في البداية، كانوا موزعين بين إيران وبريطانيا وأميركا. وبعد عام، اجتمعوا في طهران وحوّلوا الفكرة إلى موقع حقيقي. ولدى سؤاله عن كيفيّة حصوله على رأس المال، أشار إلى أنه ليس من عائلة غنية. حصل الشباب على قرض من مصرف وبعض المال من بقية أفراد العائلة، والذين شككوا في قدرتهم على إنجاح المشروع في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد حينها.

في ذلك الوقت، كانت إيران تخضع لعقوبات اقتصاديّة مشدّدة بسبب البرنامج النووي، ما أدّى إلى صعوبات في الوضع المعيشي. أمر أدى إلى فقدان كثيرين فرص عملهم، بالإضافة إلى عدم قدرة آخرين من الشباب على الدخول إلى سوق العمل. يضيف صادقيان أنهم اعتمدوا في المرحلة الأولى على جذب الزبائن من خلال الحسومات. وفي بعض الأحيان، كانوا يعتمدون على الإعلان والتسويق مجاناً أو بأسعار زهيدة جداً، قبل أن يتطوّر عملهم بشكل سريع.
وبعدما كان عددهم خمسة، أصبحوا عشرين، وثم خمسين. اليوم، وبعد خمس سنوات، تجاوز عددهم المئتي موظّف. ويتوقع صادقيان أن يزداد العدد، ما يعني توفير فرص عمل لعدد من الشباب الراغب في التجديد واكتشاف العالم الإلكتروني.

أولى الصعوبات التي واجهته وفريق العمل كانت تتعلّق بالإنترنت البطيء والإعلانات على المواقع الإلكترونية في إيران. إلا أنه يؤكد أن استخدام التطبيقات وشبكات الإنترنت بات أمراً عادياً في الوقت الراهن وضرورياً بالنسبة لكثيرين، ما أدى إلى نجاح المشروع.



يصف صادقيان المراحل الأولى بـ"الصعبة للغاية. لم يكن إقناع الزبائن بأسلوب التسويق المتجدّد سهلاً، خصوصاً أن التسويق الإلكتروني والثقة بالشباب كانا صعبين، في وقت يتحكم أناس أكثر خبرة بسوق العمل في إيران". إلا أن أسلوب عمله ربما ساهم في نجاحه، مؤكداً أنه كان محظوظاً في مغامرته.

حالياً، ينافس موقع "نت برغ" 300 موقع آخر، علماً أنه كان الأول من نوعه في إيران، ما يعني أن فكرته باتت رائجة، و"هذا نجاح بحد ذاته". ويرى أن للتكنولوجيا المتطورة مستقبلاً في إيران، علماً أن الأربعين مليون نسمة ممن لا يزيد عمرهم عن 35 عاماً، وكلها فئات شابة، تستخدم أجهزة خلوية متطورة، وتلجأ اليوم للإنترنت للبحث عن كل شيء، وهو ما يعني فرصاً أكبر للشباب.

يرى صادقيان أن هذا المشروع يحتاج إلى التجدّد والإبداع، ويلفت إلى أنه يدير الموقع بأسلوب مختلف. حين تدخل إلى المكان الذي يعمل فيه موظفو "نت برغ" تلاحظ أنهم جميعاً شباب، ويعملون من دون قيود، على غرارالالتزام بلباس معين أو منع الاختلاط وغيرها، ما يوفر بيئة مناسبة للجميع ويضمن النجاح. يقول إنه لا يتبع أسلوب الإدارة المركزية، ويحرص على الاستماع لأفكار الموظفين وتطبيقها، سواء تلك المتعلقة بالتصميم وجذب الزبائن وغيرها.

وبعدما لاقت الفكرة رواجاً، ما زال صادقيان يستفيد من تجارب دول أخرى. يشارك وزملاؤه في مؤتمرات دولية وإقليمية، ويستضيفون خبراء في هذا المجال من الشرق الأوسط وبلاد أخرى. يقول إن الاستماع إلى التجارب المختلفة والاستفادة منها يعني المزيد من النجاح. في الوقت الحالي، يخطّط لافتتاح خمسة مواقع جديدة، لكلّ واحدٍ أسلوبه، على أن يعتمد على الشباب والإنترنت. يشير إلى أنه بدأ يتوجه إلى الأسواق العالمية، لكنه بالدرجة الأولى يسعى إلى جذب المواطنين الإيرانيين.

يلفت إلى وجود صعوبات تتعلّق بعدم وجود كوادر مدرّبة أو ذات خبرة في هذا المجال، بالإضافة إلى الاصطدام في بعض الأحيان بقانون العمل في البلاد، ما يعني الحاجة إلى التجديد وتدريب الشباب.

دلالات
المساهمون