كانت فكرة المري شخصية بحتة، لذلك لم تتوفّر أمامه جميع التسهيلات اللازمة، بيد أنّه صمّم على خوضها بما يملكه من إمكانيات، وكان لعمله وفترة إجازته دور في العودة إلى بلده في كل مرّة، منذ أن بدأ رحلته عام 2015. على الرغم من ذلك، بدا المري سعيداً وراضياً وممتناً لكل شخص أو جهة حاولت مساعدته ولو بدعمه معنوياً.
يقول: "بدأت رحلتي منذ عام 2015، وفي كل عام كنت أحاول عبور دول مختلفة بما يتماشى مع فترة إجازتي من العمل. في عام 2015، زرت 22 دولة في غضون 48 يوماً. وفي عام 2016، عبرت 28 دولة. أمّا في عام 2017، فتنقّلت في 35 دولة، حاولت ان أكسر حاجز المائة يوم لكنني فشلت". يشير إلى أن ذلك كان بسبب أمور عديدة، منها الإمكانيات المحدودة والإرهاق ومرض السكري الذي يعاني منه.
في عام 2018، أخذ المري فترة راحة، وانطلق بعدها في عام 2019 في جولته الحالية التي يحاول أن يكسر فيها هذه المرة حدود المائة يوم، وأن يزور ما يزيد عن الـ 51 دولة، لأنّه مصمم على دخول قائمة غينيس.
يوضح المري: "الانطلاق وحدي عابراً دولاً عديدة يحتاج إلى شجاعة وقوة قلب، كونها رحلة نتعرّض خلالها إلى أمور كثيرة، فضلاً عن ضرورة امتلاكنا القدرة على التأقلم مع أي مكان".
اختلفت طرق استقبال المدن التي مرّ بها المرّي. مثلاً، استقبلته عاصمة مولدوفا، تشيسيناو، بحفاوة؛ إذ رحب أهلها به بالورود والأعلام والألعاب النارية ولفوه بعلم قطر، كما قدّموا له إقامة مفتوحة. أمّا بقية المدن التي زارها، فكان استقبالها طيباً، باستثناء أذربيجان التي قاد فيها سيارته لمدة 16 ساعة متواصلة محاولاً مغادرتها، بسبب تشكيكهم في نواياه، وذلك بعد أن رأوا أنّه وضع علم أرمينيا إلى جانب علم بلدهم.
يقول: "لم أعلم أنّ هناك حرباً بين البلدين. خضعت للتحقيق وتساءلوا عن مغزى وضعي علم أرمينيا إلى جانب علم بلدهم، على الرغم من أنّ الأمر كان مجرّد صدفة". لم تكن أذربيجان الدولة الوحيدة التي استقبلته بهذه الطريقة، بل أيضاً تلك الدولة الجديدة التي انشقت عن مولدوفا وتقع على الحدود الأوكرانية. يقول المرّي إنّه لم يعثر عليها على غوغل حتى، لكنّهم أصرّوا على أنّهم دولة مستقلّة وطلبوا منه المغادرة في غضون 48 ساعة.
يتمتّع المرّي بروح مرحة، حيث يروي الحوادث المزعجة والمخيفة بروح النكتة، خاصّة حين يحكي عن حادثة مواجهته دباً على الحدود الروسية. يقول: "أردت تناول كوب من القهوة، فركنت سيارتي ووقفت بالقرب منها إلى جانب غابة، حيث أردت إشعال الغاز الصغير لتحضيرها. لكنّني لاحظت أنّ أوراق الشجر تتحرّك وتموج بطريقة غريبة على الرغم من هدوء الجوّ. وحين حدّقت في ذلك الاتّجاه رأيت دباً صغيراً يركض نحوي". يتابع: "من شدة الخوف، ركضت بسرعة الريح نحو سيارتي ورميت نفسي بداخلها تاركاً خلفي أغراضي وهاتفي الخلوي". يقول المري إنّه حين عاد لاستعادة هاتفه، كان حذراً يترقب المكان، ويبدو أنّ الدب كان قد بعثر أغراضه. أخذ المرّي هاتفه والغاز، وفرّ تاركاً بقية الأغراض خلفه.
أمّا العقبة التي يعاني منها باستمرار خلال رحلته، فيقول المري إنّها مشكلة تعطّل سيارته لمرّات عديدة على الرغم من إصلاحه لها بذاته، كونه حاصلا على شهادة إدارة هندسة موانئ بحرية.
يلفت المرّي إلى أنّه كونه ملما بالموانئ البحرية، كان يحاول أن يقود سيارته بالقرب من تلك الموانئ، خصوصاً الدول الآسيوية والأفريقية.
ويأمل المري أن تكون دولة جنوب أفريقيا محطته الأخيرة لهذا العام، إذ سيزورها بعد حصوله على إذن من سفارة بلاده فيها، ولا وقت محدداً لإجازته من العمل، لذلك لا يعلم متى تنتهي رحلته، كي يعود بعدها إلى قطر.
يبقى طموح المرّي أكبر من أن يختصر بهذه الرحلة النادرة والمميزة، فهو يفكر في إنشاء متحف خاص بهذه السيارة التي جاب بها بلداناً كثيرةً، جامعاً فيها التذكارات التي يحتفظ بها خلال رحلته، ومنها صوره مع السفراء، وتواريخ الأحداث المهمّة.