وأوضحت المصادر ذاتها، أنّ "التطابق في زمن القصف، وهو موعد شروق الشمس، يؤكد أن المستخدم في كلا المكانين هو الغاز ذاته، حيث تكون الرياح ساكنة مع بداية شروق الشمس في الجو المعتدل أو الحار قليلاً، ما يمنع تحرك الغاز إلى أماكن أخرى وانحساره في المنطقة المستهدفة".
وبينت المصادر أنّ "الغاز الذي تم استخدامه في الغوطة كان غاز السارين، وهو غاز لا لون له ولا رائحة، وهو عبارة عن غاز مخدّر للأعصاب والعضلات، حيث تتشنج رئتا المصاب، ما يؤدي إلى اختناقه، ومع طول المدّة يموت المصاب في حال كان جسمه ضعيفاً".
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور محمد فراس الجندي، لـ"العربي الجديد"، "أن الحالات التي شهدها خلال إسعاف المصابين في خان شيخون، تعرضت إلى غاز أعصاب تسبب بتضيّق شديد في الحدقة، إضافة إلى حالة خروج الزبد ووزمة رئة، وحالات صدمة عصبية شديدة".
واتفق شهود مجزرة الغوطة الشرقية على الأعراض التي ذكرها الجندي، إذ أصابت تلك الأعراض المدنيين في الغوطة بعد استهداف المنطقة بغاز السارين، إضافة لحالات الإسهال والألم في البطن.
وبينت المصادر أن المصاب يمكن أن يتعرض إلى موت مؤقت أو توقّف قلب مؤقت نتيجة التخدير الذي يسببه الغاز، وأنه عن طريق استخدام مضادات الغاز والصعق بالكهرباء، واستخدام موسّعات الحدقة، يمكن أن يتم إنقاذ المصاب، مشيرة إلى عدم وجوب دفن المصاب مباشرة وانتظار ساعات عّدة، وهو ما حصل مع المسعفين في الغوطة.
وأضافت أنه "يجب نزع ثياب المصاب مباشرة وحرقها، ويمكن استخدام المياه الغازية في حال وجودها للتقليل من حدة المادة المخدرة، إضافة لإخلاء المنطقة المصابة وعدم الاقتراب منها".
كما حذّرت المصادر من شرب المياه في المنطقة التي تعرضت للقصف لأن السارين يختلط بالماء بسهولة، والإصابة لا تأتي فقط عن طريق الاستنشاق إنما يكفي مجرد اللمس، محذّرة من تناول الخضروات المزروعة في المنطقة المستهدفة.
وتشير دراسات حول غاز الأعصاب، السارين، إلى أنه يمكن أن ينتقل من مصاب إلى آخر عن طريق الثياب، وتحلله بطيء، ما يزيد من خطورته على المسعف في حال لم يكن مُجهزاً بلباس مخصص لمثل تلك الحالات.
على صعيد متصل، قصف طيران النظام مركز الدفاع المدني في خان شيخون، ما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوف عناصره والمدنيين المتواجدين فيه، إضافة لخروجه عن العمل، في حين وقع قتلى وجرحى بين المدنيين جراء انفجار سيارة مفخخة في قرية بريف دير الزور الغربي شرق سورية.
وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن طيران النظام استهدفت بخمس غارات متتالية مركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، حيث أصابت إحدى الغارات بشكل مباشر مبنى المركز، وأسفرت عن إصابة عدد من المتطوعين والمتواجدين هناك.
كذلك، أسفر القصف عن وقوع أضرار مادية في معدات المركز، ما أدى إلى توقفه عن العمل بشكل كامل. وأفاد الناشط جابر أبو محمد، لـ"العربي الجديد"، بأن الطيران الحربي استهدف أيضا "مشفى الرحمة الجراحي" ما أدّى إلى خروجه عن العمل.
وأوضح أبو محمد، أن المركزين كانا يضُمان مصابين بحالات اختناق نتيجة قصف النظام الذي استهدف المدينة، فجر اليوم.
إلى ذلك، أكّدت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن إدارة معبر باب الهوي من الجانب التركي أعادت فتح المعبر أمام الحالات الإسعافية الضرورية.
وأكدت المصادر، أن وفداً طبياً من منظمة "آفاد" التركية دخل إلى الجانب السوري من أجل الوقوف على حالات الإصابات وتوثيقها وإدخال الحالات التي تحتاج العلاج إلى تركيا.
يذكر أن معبر باب الهوى امتلأ، منذ صباح اليوم، بالمصابين نتيجة القصف بالمواد الكيماوية على مدينة خان شيخون، ما اضطر السّلطات التركية إلى توقيف الدّخول لبعض الوقت.
وفي ريف إدلب أيضاً، جرح مدنيون جراء غارات من الطيران الحربي الروسي استهدفت الأحياء السكنية في مدينة جسر الشغور بصواريخ فراغية، إضافة لأضرار مادية، كما طاول القصف الروسي بلدتي شنان وكدورة دون وقوع إصابات.
وفي دير الزور، قالت مصادر محلية إن عشرات المدنيين وقعوا بين قتيل وجريح جراء انفجار سيارة مفخخة في قرية جزرة البوحميد الخاضعة لسيطرة مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" غرب المحافظة. واتهمت المصادر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بالوقوف وراء التفجير.
وفي سياق متصل، تحدثت المصادر عن مقتل امرأة وإصابة طفلتها جراء قصف صاروخي من تنظيم "داعش" استهدف قرية الأحوس في ريف الرقة الشرقي.
وقتلت امرأة وأصيب آخرون جراء قصف جوي روسي استهدفت بلدة عنجارة في ريف حلب الغربي، بينما طاول القصف مدينة دارة عزة وقرية النعمانية وأسفر عن أضرار مادية.