وقالت ويندي باركلاي، أستاذة علم الفيروسات في كلية إمبريال كوليدج لندن والرئيسة المشاركة للمشروع، إنه من المقرر أن يفقس أول جيل من الدجاج معدل الجينات في وقت لاحق من العام الجاري في معهد روزلين بجامعة إدنبره في إسكتلندا.
وتم تعديل الحمض النووي (دي.إن.إيه) للطيور باستخدام تقنية جديدة لتعديل الجينات معروفة باسم كريسبر. وفي هذه الحالة فإن "التعديلات" جارية لإزالة جزء من البروتين يعتمد عليه فيروس الإنفلونزا عادة، مما يجعل الدجاج مقاوما بصورة كاملة للإنفلونزا.
وقالت باركلاي، إن الفكرة تكمن في إنتاج دواجن لا يمكن أن تصاب بالإنفلونزا وتشكل "عازلا بين الطيور البرية والبشر".
ويشير متخصصون في الصحة والأمراض المعدية في العالم، إلى خطر حدوث وباء إنفلونزا بشري باعتباره أحد مخاوفهم الكبرى. وقتل وباء الإنفلونزا الإسبانية التاريخي في عام 1918 نحو 50 مليون شخص. والخوف الأكبر الآن هو أن تنتقل سلالة فتاكة من إنفلونزا الطيور من الطيور البرية عبر الدواجن إلى البشر ثم تتحور إلى وباء يحمله الهواء ويمكنه الانتقال بسهولة بين البشر.
وقالت باركلاي "إذا استطعنا منع فيروس الإنفلونزا من الانتقال من الطيور البرية إلى الدجاج، فسوف نوقف الوباء القادم من مصدره". وأضافت أن إحدى العقبات الكبرى في طريق هذا النهج هي مخاوف منتجي الدواجن فيما يتعلق بالقبول العام. وتابعت "يأكل الناس الطعام من حيوانات المزارع التي خضعت لتعديلات عبر عقود من التهجين التقليدي... لكن ربما يقلقون من أكل طعام معدل جينيا".
ويسري فيروس الإنفلونزا بسهولة بين الأشخاص عن طريق الرذاذ والجسيمات الصغيرة التي يفرزها المصاب بالعدوى عندما يسعل أو يعطس. والمُلاحظ انتشار الإنفلونزا بسرعة أثناء الأوبئة الموسمية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويمكن أن يصاب الإنسان بالعدوى بفيروسات إنفلونزا الطيور وغيرها من فيروسات الإنفلونزا حيوانية المنشأ، من خلال الاحتكاك المباشر بالحيوانات المصابة بالعدوى أو البيئات الملوثة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، ارتبطت أغلبية حالات العدوى البشرية بفيروسات الإنفلونزا بالاحتكاك المباشر أو غير المباشر بدواجن حية أو نافقة مصابة بالعدوى. وتكتسي مكافحة المرض على مستوى المصدر الحيواني أهمية حاسمة للحد من تعرّض الإنسان لخطر الإصابة بالعدوى.
(رويترز، العربي الجديد)