ومجدداً، وُضعت ابنة رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، في القفص الزجاجي العازل للصوت، انتظاراً لدورها في الجلسة، غير أن القاضي مدد فترة اعتقالها مدة 45 يوماً إضافية، من دون إتاحة الفرصة لمحاميها لتقديم حججهم ضد التجديد التعسفي المستمر. وخلال الجلسة، أذن القاضي لمحامي علا بالتواصل معها خارج القفص الزجاجي.
وعلا على وشك الوصول إلى عام كامل (365 يوماً) من الحبس الانفرادي، في واحد من أسوأ السجون المصرية، وسبق أن خلصت منظمة العفو الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة، إلى أن طريقة التعامل معها ترقى إلى مستوى التعذيب، وفقاً للمعايير الدولية.
وعلى مدار عام كامل، تعرضت علا لمعاملة بالغة الإساءة، وحُرمت من زيارة عائلتها ومحاميها، ومن أبسط حقوقها الأساسية.
وعلى خلفية تلك المعاملة غير الإنسانية، أبلغت علا محاميها اليوم أنها بدأت إضراباً عن الطعام، لحين وقف تعذيبها وقتلها البطيء، وتغيير أوضاع الحبس المأساوية، واتباع الإجراءات القانونية الواجبة التي تقضي بإطلاق سراحها فوراً، وإنهاء حبسها الذي لا يستند إلى أدلة قانونية أو قضية من الأساس.
غير أن محامي علا لم يشجعها على اتخاذ خطوة الإضراب عن الطعام في ظل صحتها المتدهورة، وظروف السجن المهددة للحياة، ما قد يودي بحياتها، لكن علا قالت إنها سوف تستمر في الإضراب عن الطعام حتى تتم تلبية أبسط مطالبها الإنسانية، لأنها لن تستطيع تحمل هذا الوضع المأساوي أكثر من ذلك.
وقالت علا لمحاميها: "أنا ممتنة لكل من يناضل من أجل حريتي، ولكنني لا أستطيع تحمل هذه المأساة بعد الآن، لا يمكنني تحمل ما يحدث معي أكثر من ذلك... لا خيار لديّ الآن سوى الإضراب عن الطعام".
وطلبت علا من محاميها إبلاغ عائلتها والأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ومحاميها الدولي جاريد غنزر، بإضرابها عن الطعام. وللأسف، لن تعرف العائلة تبعات إضرابها هذا إلا بعد 45 يوماً أخرى، في ظل حرمان السلطان المصرية لعلا من الزيارة، خلافاً للدستور والقانون وأبسط المعايير الدولية.
جدير بالذكر أنه خلال الأسبوع الماضي، أصدر فريق العمل التابع لمجلس حقوق الإنسان المعني بالاحتجاز التعسفي (WGAD) رأياً، بعد 6 أشهر من التحقيق في قضية علا وزوجها حسام، مقرراً أن احتجازهما غير قانوني، داعياً إلى الإفراج عنهما فوراً.
ويوم 26 يونيو/ حزيران هو يوم الأمم المتحدة الدولي لدعم ضحايا التعذيب الذي يُعقد سنوياً للإعلان عن مناهضة جريمة التعذيب، ولتكريم ودعم الضحايا والناجين في جميع أنحاء العالم. وفي هذا اليوم تدعو أسرة علا القرضاوي جميع المهتمين حول العالم بحقوق الإنسان إلى الحديث عن مأساتها، واعتقالها منذ عام كامل، وتعذيبها، وإهانتها يومياً. كما تدعو أسرة علا وحسام الحكومة المصرية إلى إطلاق سراحهما فوراً بلا قيد أو شرط.