علاقة المسنين بفرص النساء الوظيفية

02 يناير 2019
الرعاية تتطلب مهارات مختلفة (سيرغي مولغافكو/ Getty)
+ الخط -
مع اختتام سنة وابتداء سنة جديدة، يتضح أكثر أنّ العالم متّجه نحو التخلي عن بعض الوظائف التقليدية، اليدوية أو المرتبطة بأجهزة إلكترونية وكهربائية وصناعية تابعة لزمن مضى وغير مجدية اليوم مع التطور والقفزات العلمية بعدما حلّت محلها أجهزة وتقنيات حديثة، فباتت وظائف من يتولونها مهددة في أيّ لحظة. لكنّ هذا الاتجاه المعروف باسم "أتمتة الوظائف" يهدد النساء أكثر من الرجال، خصوصاً غير الجامعيات.

في هذا الإطار، أشارت دراسة أعدّها صندوق النقد الدولي إلى أنّ تمثيل المرأة ناقص حالياً في المجالات التي تتزايد فيها الوظائف، مثل الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ففي مجال التكنولوجيا، تقلّ احتمالات وصول النساء إلى المناصب العليا، من قبيل الإدارة العليا والمهن المتخصصة، وذلك بنسبة 15 في المائة بالمقارنة مع الرجال. في المقابل، تزيد احتمالات تولي النساء وظائف مكتبية ووظائف خدمات بنسبة 19 في المائة بالمقارنة مع الرجال، علماً أنّ مثل هذه المهن تؤدي فيها النساء مهام روتينية غير مؤثرة أو على درجة عالية من التخصص والاحتراف، وهو ما يجعلهنّ أكثر عرضة لخطر التخلي عنهنّ مع التبدل التكنولوجي المستمر.

رهان النساء الأكبر هو على المجالات التي لم تدخل الأتمتة إليها بعد، بل يبدو أنّها لن تدخل قريباً إليها، وهنا يمكن أن يكون لهنّ دور فعال في مجالات واختصاصات معيّنة، فيحافظنَ على أعمالهنّ بصرف النظر عن التبدل التكنولوجي في مجالات أخرى. ففي الاقتصادات المتقدمة والصاعدة التي تشهد تكاثراً كبيراً وسريعاً في عدد كبار السنّ، من المرجّح أن تزداد الوظائف في القطاعات التي تعمل النساء فيها عادة، مثل الصحة والخدمات الاجتماعية، وهي ليست وظائف خدمية روتينية بسيطة، بل تتطلب مهارات إدراكية ومهارات تواصل اجتماعي.




الأمر اللافت أنّ التقدم الطبي والتكنولوجي المؤدي إلى زيادة معدّل الأعمار، يجعل الشيخوخة في حاجة إلى من يرعاها، وهو ما لم توفره التكنولوجيا بالكامل بعد، بل يتطلب رعاية بشرية متخصصة إلى جانب الأجهزة الذكية. ومجالات الرعاية المتخصصة، أكانت صحية أو شخصية، حقل نسائي بامتياز حول العالم، ما يعزز فرص النساء الوظيفية في هذا المجال الحيوي.
دلالات