عقيلة صالح يثني على مبادرة تونس لحل الأزمة الليبية

04 يناير 2017
عقيلة صالح سيواصل لقاءاته مع القيادات التونسية (Getty)
+ الخط -



التقى رئيس البرلمان التونسي، محمد الناصر، اليوم الأربعاء، برئيس مجلس النواب الليبي في طبرق، عقيلة صالح، في إطار وضع أولى خطوات المبادرة التونسية التي يقودها الرئيس، الباجي قائد السبسي، لعقد حوار وطني ليبي، وهو ما اعتبره صالح "خطوة في الاتجاه الصحيح" ودعماً لإيجاد "حل بأيدٍ ليبية دون تدخل خارجي".

وناقش الاجتماع الثنائي، مسائل قانونية وتشريعية، تمحورت حول ضرورة عودة إدارة الأزمة الداخلية بيد الليبيين أنفسهم. وأوضح عقيلة صالح في تصريح صحافي عقب اللقاء أن "ما نطالب به هو أن تصنع السياسة في ليبيا ومن داخلها، ونعلن أننا مستعدون للتعاون مع الجميع بشرط الحفاظ على استقلال ليبيا وكرامتها، ووحدة أراضيها واستقلالها الذي دفعت لأجله ليبيا نصف شعبها لتحريرها من الاستعمار الإيطالي".



واعتبر أن "تونس تعد جهة مثلى للخوض في الشأن الليبي، نظراً للقرب الجغرافي وتقاسم العادات والتقاليد ووحدة المصالح"، مبرزاً أن "مبادرة الرئيس التونسي لتجميع الفرقاء الليبيين تعد خطوة في الاتجاه الصحيح".

وأشار إلى أن "ما يطلبه كرئيس للبرلمان، هو مطلب الليبيين، وهو تأييد الشرعية المنتخبة من الشعب الليبي بانتخابات نزيهة وشريفة، تحت رعاية المجتمع الدولي"، لافتاً إلى أن "كل اتفاق يتعارض مع مصلحة ليبيا ليس كتاباً مقدساً، وإنما يريد الليبيون أن يكون الحوار والاتفاق السياسي من صنع أيديهم".

وتوجّه عقيلة صالح إلى القيادات التونسية، مطالباً صراحةً بدعم تونس مسار الحوار والتوافق في ليبيا، "حتى تمنع انتهاك سيادتها والتدخل الأجنبي فيها"، مضيفاً أنّه "لا يجب أن تصبح ليبيا تابعة لأي جهة". وشدد على أن البرلمان لديه اقتراحات وحلول للأزمة القائمة هناك، ولا ينتظر إلا الدعم من أجل التحرك.

من جهةٍ أخرى، قال إن "مسألة العائدين من بؤر التوتر، والذين استقر بعضهم في ليبيا أو اتخذها كنقطة عبور نحو تونس، سيكون موضوع حوار مع الرئيس التونسي، والوزراء المختصين، للبحث عن حلول لحماية أمن البلدين".

ووفق ما كشفته مصادر مقربة من عقيلة صالح، فإن "رئيس برلمان طبرق سيواصل لقاءاته مع القيادات التونسية وفي مقدمتها الرئيس السبسي ورئيس الحكومة والوزراء المختصين بملف الأمن، في إطار التحضير للقمة المقترحة من قبل قائد السبسي والتي تأتي في إطار سعي تونس إلى اتخاذ موقع ريادي في حل الأزمة الليبية".

ورغم أن موقف تونس من الشأن الليبي، بدا محل انتقادات لضعفه خلال السنوات القليلة الماضية، فإنها تحاول خلال الفترة الحالية استعادة دورها، وتصدير تجربة الحوار الوطني التونسي، الذي حازت به جائزة نوبل للسلام، إلى الفرقاء الليبيين لإنهاء الخلافات وتحديد مصيرها دون تدخلات أجنبية.

واقتصر الدور التونسي في الفترة الماضية، على استقبال الفرقاء الليبيين المتخاصمين من كافة التيارات والألوان السياسية وتنظيم جلسات النقاشات بإشراف البعثة الخاصة للأمم المتحدة، ما عرضها لكثير من النقد داخلياً، حيث اعتبر شق واسع من الأحزاب السياسية أن الأحداث تجاوزتها وأنها تخلفت عن لعب دور إقليمي هام في أزمة تمس أمنها واقتصادها بدرجة أولى.

يذكر أن الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، عقد خلال الشهرين الماضيين لقاءً مع القيادات الجزائرية خلال زيارته للبلاد، وتقاسموا وجهات النظر في وجوب إيجاد أرضية للحوار بين الفرقاء الليبيين، وعدم دعم جهة بعينها، باستثناء الجهة التي تعترف بها الأمم المتحدة. كما يواصل  السبسي محاولاته، من أجل إقناع مصر بتعديل موقفها من الصراع داخل ليبيا، والموافقة على عقد قمة تجمع الأطراف الليبية وتدرس كيفية حلحلة الأزمة.