ابتكر العلماء عقاراً حديثاً يعالج مرضى الملاريا بجرعة واحدة ثمنها دولار واحد، تقضي على سلالات من المرض الذي ينقله البعوض، منها أصناف اكتسبت بالفعل مقاومة للعقاقير المستخدمة حالياً.
وقال العلماء في دورية "نيتشر"، أمس الأربعاء، إنه على الرغم من أن العقار الجديد لن يطرح في الأسواق قبل سنوات، إلا أن نتائج الفحوص التي أجريت على دم الإنسان معملياً وعلى فئران التجارب، أوضحت أنه فعّال بدرجة كبيرة.
وفي اقتراع عن مدى مصداقية العقار الحديث، استحوذت شركة المستحضرات الطبية الألمانية "ميرك" على حقوق التطوير والتسويق للعقار، على افتراض أنه سينجح في الاختبارات القادمة. وتقضي الخطة بمواصلة الاختبارات الطبية التجريبية مع المشروع في تجارب إكلينيكية في غضون العام القادم، لتقييم مدى سلامة العقار والتعرف على مدى قدرته على علاج الملاريا في جسم الإنسان، وباءت محاولات كثيرة بالفشل لعقاقير خلال مراحل تجريبية.
ومن الأهمية بمكان ابتكار عقاقير حديثة لعلاج الملاريا، بسبب زيادة المقاومة حتى لأفضل العلاجات الحالية. وقال الباحثون في الآونة الأخيرة، إن سلالات من الملاريا المقاومة تماماً لعقار أرتيميسنين ظهرت في ميانمار، وإنها تنتشر قرب الحدود مع الهند.
وما يبعث الأمل أنّ العقار الجديد يعمل بطريقة مختلفة عن العقاقير الأخرى، من خلال استهداف جزء من الآلية التي تنتج بروتينات داخل الطفيل المسبب للملاريا، ما يعني أنه سيكون فعالاً ضد السلالات الحالية المقاومة للعقاقير.
وابتكرت العقار الجديد وحدة استكشاف الأدوية بجامعة دوندي ومؤسسة أخرى، لا تهدف إلى الربح لإنتاج عقاقير لعلاج الملاريا. وتشير تقديرات العلماء العاملين في المشروع، إلى أن الجرعة الواحدة من العقار الجديد ثمنها دولار واحد، ما يجعله في متناول معظم المرضى ممن يعيشون في بلدان فقيرة.
وأشارت نتائج دراسة حديثة إلى أنّ النهوض بأساليب تشييد البيوت المبنية بالطوب اللبن والمنازل التقليدية الأخرى، قد يخفض بدرجة كبيرة من مخاطر انتشار الملاريا، لمن هم معرضون بصورة أكبر للإصابة بالمرض في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن الملاريا تقتل نحو 600 ألف شخص سنوياً، ومعظم الضحايا من الأطفال الرضع والأكبر سناً في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وتحدث معظم حالات الإصابة بالملاريا بطفيل (بلازموديوم فالسيبارم) الذي ينتقل من لعاب أنثى البعوض، ليدخل مجرى دم الإنسان عندما تلسعه. ويمر الطفيل عبر الكبد ويصيب كرات الدم الحمراء، حيث يتكاثر فيها بأعداد هائلة، ما يؤدي إلى انفجارها وإنتاج المزيد والمزيد من الطفيل داخل جسم المصاب.
وتنتشر الملاريا أيضاً في آسيا وأميركا الجنوبية، حيث تكون أقل خطورة، وتنقلها بعوضة أخرى هي (بلازموديوم فيفاكس) الأكثر شيوعاً.
اقرأ أيضاً: الخلايا الجذعية... أمل لأدوية الملاريا الجديدة