عقار جديد يشفي القرود من فيروس "إيبولا"

29 اغسطس 2014
الدراسة تحاول معرفة أوجه الاختلاف بين أجيال الفيروس (Getty)
+ الخط -


أكدت تجربة على القرود نجاح دواء "زدماب" التجريبي في شفائها من فيروس إيبولا حتى في مرحلة متقدمة من الوباء، في حين تمت الموافقة على إعطاء المصل لبعض المرضى حتى وإن كان لا يزال في مرحلة تجريبية.
وأتاح إعطاء ثلاث جرعات من الدواء إنقاذ حياة 18 من قرود الماكاك حتى بعد إعطائها المصل بعد خمسة أيام من إصابتها، وفق التجربة التي نشرت نتائجها الجمعة في مجلة "نايتشر" العلمية.
وتجاوز عدد الوفيات بإيبولا 1500 في غرب أفريقيا وفق منظمة الصحة العالمية التي تتوقع أن يصل عدد المصابين إلى 20 ألفا قبل أن يبدأ المرض بالانحسار.
وتبلغ فرص الشفاء من إيبولا حاليا 50 في المائة. ودواء زدماب هو خليط من الأدوية المنتجة من نباتات التبغ. وأتاح الدواء اختفاء عوارض الفيروس المتمثلة في النزف الداخلي والطفح الجلدي والاسهال والقىء لدى القرود.
وبعد 12 يوما من الاصابة لم يعد ممكنا عزل الفيروس لدى القرود التي شفيت، في حين توفيت القرود الثلاثة التي لم تعط العلاج خلال ثمانية أيام. وأصيبت القرود بنسخة من الفيروس انتشرت في الكونغو الديموقراطية في 1995 والتي كانت موطن الوباء الذي اكتشف في 1976.
ولم تكن نسخة غينيا التي تعتبر مسؤولة عن موجة الوباء الحالية في غينيا وسيراليون وليبيريا متوفرة لدى بدء التجربة. لكن تبين أن دواء زدماب قادر على وقف تكاثر هذه النسخة في تجارب مخبرية، وفق الباحثين.
ولا يزال ينبغي إجراء تجارب سريرية للتاكد من نجاعة الدواء. وأعطي الدواء بصورة عاجلة لسبعة مرضى على الأقل، توفي اثنان منهم، مما لا يتيح التأكد من فعاليته. ولم يعد لدى الشركة مخزون من الدواء يمكن اعطاؤه لمرضى جدد.

إلى ذلك، كشف باحثون أميركيون أنهم تمكنوا من إجراء دراسات جينية لـ99 جينوما لفيروس حمى الإيبولا النزفية، على بعض حالات الإصابة المبكرة بالفيروس بين المرضى في غرب أفريقيا، وهي المنطقة التي شهدت أكبر انتشار للفيروس بين البشر خلال هذا العام.

وأوضح الباحثون في جامعة "هارفارد" الأميركية في دراستهم، التي نشروا تفاصيلها أمس الخميس في دورية "ساينس" الصادرة عن الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، أن أبحاثهم هدفها الكشف عن زمان ومكان انتشار فيروس الإيبولا، وفهم العلاجات التجريبية التي يجري تطويرها الآن للسيطرة على الوباء.

الباحثون أوضحوا أن الجائحات السابقة (موجات الوباء) لفيروس الإيبولا اقتصرت على أفريقيا الوسطى، لكن جائحة 2014 بدأت في غينيا الواقعة غرب أفريقيا، ثم انتشرت إلى سيراليون وليبيريا ونيجيريا.

ودرس الباحثون حالة 78 مريضاً في أحد مستشفيات سيراليون، واستخدموا تقنية تسمى "السلسلة العميقة"، لدراسة العينات التي أخذت منهم، وتمكنوا من عمل دراسات جينية لـ99 جينوما للفيروس، لكشف الاختلافات بين هذا الوباء الذي انتشر هذا العام، والسلالات التي انتشرت خلال جوائح فيروس إيبولا السابقة.

ووجد الباحثون أن جائحة هذا العام انتشرت على الأرجح من وسط أفريقيا خلال العقد الماضي، وأنها بدأت من عملية تبادل منفردة بين الحيوانات الحاضنة للفيروس مثل خفافيش الفاكهة المصابة والإنسان، وبعد ذلك انتشر الفيروس من خلال التفاعل المستمر بين البشر وبعضهم البعض.

وأشار الباحثون إلى أن الفيروس شقّ طريقه إلى سيراليون عن طريق دخول سلالتين من فيروس الإيبولا من غينيا.

وقالوا: "رغم أنه ليس هناك آثار علاجية فورية للدراسة، إلا أن معرفة تطور سلالات فيروس الإيبولا لها أهمية بالغة للعلماء الذين يحاولون فهم طبيعة المرض ويحاولون إيجاد علاج يقضى عليه".

و"إيبولا" من الفيروسات القاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90 في المئة، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.

كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير.
دلالات
المساهمون