عفرين ضحية النظام مرتين

19 يناير 2018
أهالي عفرين من الأكثر فقراً (أمين صنصار/ الأناضول)
+ الخط -

يبدو أن مصير منطقة عفرين الكردية في ريف حلب الشمالي لن يتغيّر، إذ تستمر في دفع ثمن سياسات نظام الأسد التاريخية باستخدام الأقلية الكردية السورية في صراعه ضد تركيا، فسمح لحزب العمال الكردستاني بتحويلها إلى إحدى قلاعه في التسعينيات، ليقتل الكثير من أبنائها في إطار معارك الأخير مع الدولة التركية. ويبدو أن المنطقة تتجه مرة أخرى لدفع ثمن صراع الكردستاني مع أنقرة.

مع العلم أن عفرين عانت في تاريخها لفترات طويلة من سياسات النظام في الإهمال والإفقار وسوء البنية التحتية، على الرغم من كونها واحدة من أجمل المناطق السورية لناحية الطبيعة، لكنها ما زالت تعتمد في كل اقتصادها على الزراعة وبالذات زراعة الزيتون، بينما كان المحظوظ من أبنائها من يتمكّن من الحصول على أي عمل في مدينة حلب.

لا يتجاوز عدد القرى العربية في منطقة عفرين أصابع اليد الواحدة، بينما ينتمى باقي السكان إلى الأقلية الكردية السورية، بل إن العفرينيين أقلية ضمن الأقلية الكردية. أقلية يمكن وصفها بالأكثر فقراً وتهميشاً، والأقل تعليماً، على عكس أكراد الجزيرة السورية على سبيل المثال.

يتحدّث أكراد عفرين اللهجة "الكرمانجية" المليئة بالمفردات التركية، على عكس أكراد الجزيرة الذين تمتلئ لغتهم بالمفردات العربية، حتى إن العابر في المنطقة يكاد يكون على يقين بأن خطأ ما رمى بهذه المنطقة في سورية بعيداً عن تركيا. كذلك اختلفت عفرين عن باقي المناطق ذات الغالبية الكردية في سورية، التي رفضت العمل في أجهزة الأمن والشرطة، باندفاع العديد من أبنائها للعمل في الشرطة والجمارك والجيش، تحديداً بين الأقلية الكردية العلوية النصيرية الموجودة في ناحية معبطلي، إلى جانب بضعة آلاف من الأكراد اليزيديين المحاطين بغالبية مسلمة سنية. مع الثورة السورية تأزمت علاقات أهل عفرين بسبب سياسات النظام الذي سلمها للعمال الكردستاني مع أهل المناطق المحيطة بهم وبالذات بالريف الشمالي لحلب في كل من أعزاز وتل رفعت، على الرغم من أن تاريخ سورية الحديث لا يذكر أي صدامات أو خلافات حصلت في تلك المنطقة على أساس إثني. 
المساهمون