عصام أبو زيد.. بحثاً عن نهاية تعمّر طويلاً

15 أكتوبر 2016
(الشاعر عصام أبو زيد)
+ الخط -

"الحركات الرئيسية لرقصة الميرنجو" (روافد، 2016)، مجموعة جديدة للشاعر المصري عصام أبو زيد (1969)، فيها المزيد من التجريب والاقتراب من عوالم قديمة بلغة جديدة، أو هي، كما يقول صاحبها، لغة متروكة لتتدفّق حتى تبلغ مداها وغايتها.

"الخيال يطاردني في الطريق"، يقول أبو زيد في حديثه إلى "العربي الجديد"، ويكمل "أكتب بتلقائية وبساطة، وأؤمن أن القصيدة تحيا حياتها الحرّة المستقلّة عن الشاعر".

الموسيقى حاضرة بقوّة في النصوص، وعن ذلك يقول صاحب "المجنون الأخضر"، إن له علاقة خاصّة بالموسيقى، بل إنه يعتبر أنه لا بد من معنى لتزامُن تاريخ ميلاده مع إطلاق أغنية "Whole Lotta Love" لفرقة "ليد زيبلين"، مضيفاً أن كتابته الشعر وسيلة للتعبير عن استمتاعه بالموسيقى؛ إذ يقضي ما يزيد عن خمس ساعات يومياً في استكشاف وتصفّح ألوان موسيقية جديدة عبر الإنترنت، وفق قوله.

لا يريد صاحب "اخترعت برتقالة" شيئاً من الكتابة سوى متعتها، فهو لا يرى في الشعر سوى وسيلة للاستمتاع بالحياة والغوص في مباهجها وملذّاتها. لا يذهب إلى الشعر كغاية، بل أحياناً لا يحبّه ويبتعد عنه، مثلما حدث عندما انقطع عن الكتابة والنشر لمدّة خمسة عشر عاماً بعد أن نشر مجموعتين شعريتين هما "النبوءة" و"ضلوع ناقصة".

عن الفارق والمسافة بين مجموعتيه الأولى والأخيرة، يقول أبو زيد إنه لا يعرف إجابة محدّدة، ولكنه يعرف فقط أن عدد قارئاته الجميلات في ازدياد بنسبة كبيرة، وهذا هو النجاح الذي يبحث عنه. لا تعنيه المشاريع الشعرية ولا يرغب في أن يكون شاعراً متميّزاً يترك خلفه تراثاً للأجيال القادمة. يحب أن ينجح وهو على قيد الحياة. يقول: "لا توجد مسافة بين ما أكتبه وما أعيشه، المسافة توجد عندما يكتب الشاعر بقصدية، وحين يكتب من القلب مباشرة، يكتب ليعيش ويعيش ليكتب".

نشر أبو زيد رواية وحيدة بعنوان "يوميات ناقل الأسرار"، ولم يكرّر التجربة. عن ذلك يقول إنه ارتكب أكبر خطأ في حياته عندما كتب رواية لأنه ليس روائياً، على الرغم من استخدامه تقنية السرد في قصائده، ولكن كانت المفاجأة أن الرواية نجحت ونفذت خلال أربعة أشهر من صدورها، لكنه رفض إعادة طبعها. يقول إنه لم يفرح بنجاح روايته ولم يحبّه، مضيفاً أنه لا يحب الرواية عموماً ويندم على الأيام الطويلة التي قضاها في قراءة الروايات والمسرحيات.

الوقت الحاضر هو أزهى عصور الكتابة الشعرية، يقول أبو زيد، ويرى أن كل هذه الغزارة في الإنتاج مرتبطة بعمق مع الفوضى التي تقودنا تدريجياً إلى اكتشافات شعرية مذهلة تترسّخ مع الوقت. وبالتالي، توقّف عن الاعتقاد الذي رافقه سابقاً بموت الشعر، متأثّراً في ذلك بمقولة الفيلسوف الفرنسي اليوناني كوستاس أكسليوس (1824 - 2010) الذي رأى "أن حياة الشعر اليوم هي حياة النهاية التي قد تعمّر طويلاً... الموت في الإبداع أطول من الحياة فيه".

المساهمون