في سابقة هي الأولى من نوعها، نشطت مجموعات استيطانية في جلب متطوعين "يهود" لمساعدتها في سرقة أراضي المزارعين الفلسطينيين في مناطق الأغوار الفلسطينية بالضفة الغربية، وتسييجها ووضع علامات وأسماء عليها باللغة العبرية.
ونشرت مجموعة استيطانية تطلق على نفسها اسم "حركة بلادنا"، منشوراً على صفحتها على "فيسوك" باللغة العربية، أوضحت فيه "أنها ترى في نفسها ملتزمة بمساعدة المزارعين –الإسرائيليين- بشكل عام وفي وادي الأردن بشكل خاص في مكافحة الإرهاب الزراعي (الوجود الفلسطيني). ولهذه الغاية، أعلنت عن تشكيل مجموعة من المتطوعين الذين يأتون ليلاً ويشاركون بشكل فعال في حراسة قطعان الأغنام والماشية وكذلك المعدات الزراعية في نقاط الاستيطان وفي الحقول والمزارع".
ويشدد مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار معتز بشارات، في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن تلك الخطوة تعد بالغة الخطورة، "فالمستوطنون لم يعودوا يقومون بالاعتداء على الأرض الفلسطينية وحدهم، بل استطاعوا تجنيد عشرات المتطوعين اليهود الذين يسكنون في المدن الإسرائيلية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 للقدوم إلى الأغوار ومساعدتهم في الزراعة وتسييج الأراضي ونقل المياه".
ونشرت تلك المجموعة، اليوم الأربعاء، صوراً لقيام متطوعين يهود شرعوا بتسييج أراض في منطقة أم خروبة وخلة مكحول والسويدة بالأغوار. وحسب كتاباتهم، "فهم يريدون أن يحموا أراضيهم ويساعدوا بقدر ما يستطيعون في حماية المراعي لصالح المستعمرين في كافة مناطق غور الأردن"، وفق بشارات.
وتساءل بشارات: "أين متطوعونا نحن! الأغوار تُسرق على مرأى الجميع! المزارع والبدوي يقدم روحه في سبيل حماية أرضه وحقه، لكنه لا يستطيع أبداً أن يواجه أرتال الدبابات العسكرية الإسرائيلية وجنود الاحتلال المدججين بالسلاح، وعصابات المستوطنين، واليوم يواجه جيشاً من المتطوعين اليهود".
من جانبه، يؤكد الناشط الحقوقي عارف دراغمة أن مساعدة المتطوعين للمستوطنين في وضع السياج الحديدي فوق أراضي تلك المناطق، لم يبدأ اليوم، "فهم منذ أسبوع يأتون يومياً منذ ساعات الصباح الباكر ومعهم معدات يدوية لتثبيت السياج، وفق الخرائط التي يملكونها".
ولفت في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن المستوطنين سيجوا آلاف الدونمات في الأغوار منذ بداية العام الحالي، خاصة تلك التي يغلقها الاحتلال أمام أصحابها الأصليين ويمنعهم من الدخول إليها منذ سنوات طويلة، بذرائع وحجج مختلفة، منها المحميات الطبيعية، و(أراضي الدولة).
وأشار دراغمة إلى أن الاحتلال يسيطر حاليا على أكثر من 80% من أراضي الأغوار، وهو أمر يتطلب تحركاً عاجلاً من الحكومة الفلسطينية ومن المؤسسات الأهلية والشعبية والزراعية لتوفير ما يساعد المزارع هناك على الصمود فوق ما تبقى له من أرض.
دولة الاحتلال تمهّد للضم بتصعيد وتيرة جريمة حرب تتمثل بهدم المنشآت في الضفة الغربية
وكان مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية (شمس)، قد أكد في تقرير له، اليوم الأربعاء، أن دولة الاحتلال تمهّد للضم بتصعيد وتيرة جريمة حرب تتمثل بهدم المنشآت في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أنه رصد منذ بداية العام، تعرض 226 منشأة فلسطينية للهدم فيكافة أنحاء الضفة الغربية.
وأضاف المركز "أنه يتابع عن كثب وبكثير من القلق والإدانة تصاعد وتيرة جرائم الهدم والمصادرة والإخلاء التي تقوم بها المنظومة الاستعمارية الإسرائيلية وتستهدف كافة أنواع منشآت الفلسطينيين، الدينية والسياحية والصناعية والتجارية والزراعية والرسمية، وفي مقدمتها السكنية، والتي تسببت في تهجير وتشريد مئات الفلسطينيين، الكثير منهم من الأطفال والنساء".
وذكر أن "آلة الهدم الإسرائيلية لم ترحم أي نوع من المنشآت الفلسطينية، وامتدت لتسوي بالأرض بيوتاً ومساكن ومدارس ومجالس قروية ومتنزهات ومحطات وقود ومقاهي ومشاريع للطاقة الشمسية ومغاسل للسيارات ومقاهي ووصلت حتى إلى الحفر الامتصاصية! بل ومراكز معالجة فيروس كورونا، في إصرار على ممارسة العنصرية ضد كل ما يمت للإنسان الفلسطيني ووجوده على أرضه بصلة، ضمن منظومة استعمارية تتقاطع وتتكامل على هدف واحد هو ضم الأرض وتهجير السكان الأصليين"، وفق المركز.