عصابات القرود تحكم شوارع مدينة تايلاندية

24 يونيو 2020
منافسات للسيطرة على مناطق محظورة على البشر (فرانس برس)
+ الخط -

يلزم السكان في مدينة لوبوري التايلاندية بيوتهم، خشية من الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19)، بينما تندلع معارك "عصابات" القرود المتنافسة للهيمنة على مناطق باتت محظورة على البشر.

اجتاحت لوبوري وهي من مدن تايلاند القديمة، أعداد متزايدة من قرود المكاك، بحثاً عن الوجبات السريعة والموز الذي كانت تتمتع بإمداداته الثابتة من سياح بات عددهم ضئيلاً، وسط تفشي الفيروس، وفق تقرير لصحيفة "ذا غارديان".

وقالت إحدى المواطنات، مشيرة إلى الشباك العلوية التي تغطي شرفتها: "نحن نقبع داخل قفص ولكن القرود تسرح وتمرح في الخارج"، مضيفة: "إن فضلات القرود في كل مكان، والرائحة لا تطاق خاصة عندما تمطر".

وبقي التسامح مع سلوكيات القرود المشاغبة متوافراً إلى حد كبير، إذ تمثل هذه الحيوانات الذكية إغراء للأفواج السياحية التي اعتادت المدينة على استقبالها قبل تفشي الفيروس لإطعام القرود والتقاط الصور معها.

وفي الوقت الذي تزعزعت فيه السياحة الخارجية- البقرة النقدية في تايلاند- فإن قرود المكاك باتت تتجه نحو العنف في بحثها عن الطعام بين شوارع مهجورة.

وانتشرت لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي لمئات منها تتشاجر على الطعام في الشوارع، في مارس/آذار الماضي.

أعداد قرود المكاك تضاعفت، مع تعليق برنامج التعقيم الذي كانت تقوم به جهات بيطرية رسمية. هذا التزايد جعل التعايش مع البشر أمراً مزعجاً.

هنا دار سينما مهجورة اتخذتها القرود مقراً. وفي مكان قريب، يعرض صاحب متجر ألعاباً محشوة من النمور والتماسيح في محاولة لإخافة القرود المشاغبة.

لا أحد في لوبوري يتذكر وقتاً من دون القرود، مع اعتقاد البعض بأن الزحف الحضري إلى غابة قريبة أدى إلى تشريدها نحو المدينة.

أخذ السكان على عاتقهم إطعام قرود المكاك لمنع الاشتباكات في ما بينها. لكن السكان المحليين يقولون إن المشروبات الغازية والحبوب والحلويات تغذي نشاطها الجنسي.

يقول براموت كيتامباي، الذي يدير الأضرحة المحيطة بمعبد برانغ سام يود: "كلما أكلت أكثر، ازدادت الطاقة لديها... لذا فإن القرود تتكاثر أكثر".

تعقيم

وقد جذبت معارك قرود المكاك انتباه السلطات، التي استأنفت برنامج التعقيم هذا الشهر بعد توقف لمدة ثلاث سنوات.

واصلت السلطات برامج تعقيم المكاك للحد من أعدادها (فرانس برس)

ويقوم ضباط قسم الحياة البرية بإغراء الحيوانات لدخول أقفاص فيها فاكهة، ثم أخذها إلى عيادة، حيث يتم تخديرها وتعقيمها.

ولكن قد لا تكون الحملة كافية للتقليل من أعدادها، ولدى الحكومة خطة طويلة المدى لبناء ملجأ في جزء آخر من المدينة، من المحتمل أن يقابَل بمقاومة من المواطنين.

وقال صاحب متجر في لوبوري، إنه على الرغم من صراعه اليومي مع هذه المخلوقات، فإنه سيفتقدها إذا تم نقلها، مضيفاً: "اعتدت على رؤيتها تتجول وتلعب في الشارع.. إذا رحلت جميعها، فسأكون وحيداً بالتأكيد".

المساهمون