في ذلك السوق الواقع شرقيّ مدينة الموصل، يصبّ البائع العصائر في أقداح من النحاس ويقدّمها لطالبيها من الذين أنهكهم القيظ. فالعراق يعرف في هذه الأيام موجة حرّ شديدة تُسجَّل خلالها درجات حرارة استثنائيّة. ويصطفّ الرجال في ما يشبه طابوراً في انتظار دورهم. هم يأملون أن تروي تلك العصائر ظمأهم الذي تفاقمه أشعّة الشمس الحارقة.
وأمس الخميس، كانت عطلة رسمية إلزامية في البلاد، بناءً على قرار أصدرته الحكومة العراقية، على خلفيّة موجة الحرّ التي تجتاح البلاد. وكانت الحكومة قد برّرت تلك العطلة الرسمية التي سرت على جميع العاملين في المؤسسات الحكومية، موضحة في بيان لها أنّ الحرارة في البلاد بلغت 50 درجة مئوية، ولا بدّ من الاحتياط. يُذكر أنّ هذا أوّل بيان حكومي يتناول ارتفاع درجات الحرارة خلال موسم الصيف الجاري.
وقبل أسبوع، كانت إدارة الأرصاد الجوية العراقية، وهي مؤسسة رسمية، قد حذّرت من أنّ درجات الحرارة سوف ترتفع في معظم أنحاء البلاد لتبلغ 51 درجة مئوية. والبلاد تواجه عادة صيفاً قائظاً وهو ليس بأمر سهل، لكنّه مع الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي تصبح الحياة أكثر صعوبة.
تجدر الإشارة إلى أنّ العام الماضي، في مثل هذه الأيام، وصلت الحرارة بالفعل إلى 51 درجة مئوية في بغداد وإلى 53 درجة مئوية في البصرة، الأمر الذي دفع الحكومة إلى إعلان عطلة رسمية إلزامية لمدّة يومين.