بدأ برنامج المنح الدراسية عام 2007، بدعم من مؤسسة الجليل- لندن، بمنح دراسية لعدد 250 طالباً سنوياً، من مختلف المناطق الجغرافيّة والبلدات العربية في الجليل والثلث والنقب، وتخرّج مئات الطلاب من جامعات وكليات مختلفة حاصلين على شهادات جامعية عليا في مجالات منها الطب والتمريض والحقوق، والهندسة المعمارية، والاقتصاد، والعلوم الاجتماعية والإنسانية، والفنون، وتخصصات أخرى.
وقال مدير جمعية الثقافة العربية، إياد البرغوثي، إن "عدد الطلاب الذين حصلوا على منح خلال السنوات العشر يفوق 1200 طالب من كافة التخصصات العلمية، ومن جميع المناطق والبلدات العربية. نوفر لطلاب يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة تعليما عاليا، ونخلق حراكا اجتماعيا صحيا للمجتمع. التعليم العالي هو أهم رافعة للحراك المجتمعي".
وأوضح أن "البرنامج تموله مؤسسة الجليل في لندن، وجمعية الثقافة العربية شريك، وهذا مشروع مؤسسة الجليل الأساسي ضمن مؤسسات قليلة تضع الفلسطينيين بالداخل على أجندتها، وجوهر مشروعها هو إتاحة التعليم العالي لفلسطينيي الداخل وإخراجهم من دائرة الفقر".
وقالت منسقة مشروع المنح الدراسية، خلود أبو أحمد، إن "المنح توفر الدعم المادي لطلاب الجامعات الذين ينتمون إلى عائلات وضعها الاقتصادي لا يسمح لهؤلاء الطلاب المتفوقين باستكمال دراستهم، وتوزع المنح على طلاب من جميع البلدات والمناطق، وإلى جانب الدعم المادي، نوفر برنامج تمكين شبابي على مدار ثلاث سنوات، فيحصل الطالب على مسار تثقيفي كامل عن الهوية، وإيجاد فرص العمل، والمهارات القيادية، وعلى مستوى التطوع المجتمعي والعطاء".
وتقول الطالبة شادن حامد (22 سنة)، من الناصرة، وتدرس الهندسة المعمارية: "حصلت على منحة دراسية لمدة ثلاث سنوات، تساوي عمليا القسط الجامعي لكل سنة. أنا البكر في عائلتي ضمن ثلاث شقيقات، والمنحة الدراسية هي مساعدة مادية مهمة، ولها دور آخر يتمثل في برنامج صقل الشخصية وتعزيز القدرات".
وقال محمد محاميد، وهو يدرس سنته الخامسة في الطب، من قرية معاوية في المثلث: "حصلت على 4 سنوات منحة تعليمية، وكان الدعم المادي مهما جدا، إضافة إلى الدعم المعنوي، وحظيت بعلاقات اجتماعية كثيرة مع طلاب من بلدات مختلفة وجامعات أخرى، وشاركت في جولات إلى أماكن في بلدات لم أعرفها سابقا".