عشرون قرناً من اللغة العربية في مشروع نهضوي


19 مايو 2014
خط: محمد أوزجاي
+ الخط -
"معجم الدوحة التاريخي للغة العربية" هو مؤسسة علمية لغوية تابعة لـ"معهد الدوحة للدراسات العليا" انطلقت في الخامس والعشرين من أيار/ مايو 2013، كمشروع يهدف بشكلٍ أساسيّ إلى توثيق وتأريخ المفردات والألفاظ العربية ودراسة تطوراتها الدلالية على مدى عشرين قرناً من الزمن.

وينطلق هذا المشروع من كون اللغة تدرس على مستويين: أفقي؛ وهو المتعلّق بالفترة الزمنية الآنية التي تُستخدم فيها، وعامودي؛ وهو القائم على دراسة هذه اللغة من خلال التعمّق في جذورها وفهم تطوّراتها وما طرأ عليها من تغيّرات في معانيها حتّى وصلت إلى ما هي عليه الآن.

وبحسب إدارة المشروع، يستغرق إعداد هذا المعجم التاريخي قرابة 15 عاماً من العمل الدؤوب، على مراحل يجري عرض إنجازاتها كل ثلاث سنوات.

وكان الدكتور عزمي بشارة، مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والمحرّك الأساسيّ للفكرة، قد أكد أنّ المعجم مشروعٌ عربي نهضوي، وليس مشروع دولةٍ فحسب، وأنه يسدّ فراغاً كبيراً في تاريخ اللغة العربية ويستشرف حلم أجيال عربية قادمة.

ودعا بشارة في الاجتماع الثالث لـ"المجلس العلمي للمعجم"، الذي عُقد يوميّ 15 و16 أيار/ مايو الجاري، إلى وضع آلية لإضافة أعضاء جدد للمجلس العلمي، حتى يتسنّى القيام بالمهام العلمية التي يقتضيها المشروع، كما دعا إلى الاستفادة من الكفاءات العلمية من خارج المجلس العلمي، مؤكداً أن "المرحلة المقبلة ستشهد تكليف عدد من الخبراء في بعض البلدان العربية للمساهمة في إنجاز المشروع في إطار المعالجة المعجمية".

وفي هذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ إدارة المجلس العلمي للمشروع تضمّ مجموعة من ألمع اللغويين والأكاديميين والباحثين العرب، من ذوي الخبرة والمراس الطويلين في قضايا اللغة العربية وأسئلة تطوّرها وتجديدها؛ من بينهم: رمزي بعلبكي وعبد السلام المسدي وعبد القادر الفاسي الفهري وإلياس عطا الله ونهاد الموسى.

في اجتماعه الثالث، قدّم "المجلس العلمي"، عرضاً مُجملاً لما أُنجز بعد الاجتماع الثاني الذي أقيم في 26 كانون الثاني/ ديسمبر 2013. فعرضَ المدير التنفيذي للمعجم، عز الدين البوشيخي، أهم المنجزات، وفي مقدّمتها إعداد النسخة الثالثة من بيبليوغرافيا المرحلة الأولى الممتدة حتى نهاية القرن الثاني للهجرة، شاملةً الشعر والكتب والمصنفات والخطب والمحاورات والرسائل والتوقيعات والوصايا والأمثال والحكم.

كما وتضمنّت المنجزات إعداد المدونة اللغوية للمرحلة الأولى في نسختها الثالثة بناءً على ما استجدّ في البيبليوغرافيا من وثائق وتوثيق، إضافة إلى إعداد برنامج حاسوبي للمعالجة المعجمية، يتيح كل إمكانات بناء المداخل المعجمية للألفاظ والمصطلحات الواردة في المدونة اللغوية، وتحديد معانيها استناداً إلى سياقاتها واختيار شواهدها مع تحديد المستعمل والمصدر.

وأخيراً، تجريب برنامج حاسوبي (معالِج الفروع) يتيح ربط الجذور بمشتقاتها انطلاقاً من المدونة اللغوية، والعمل على تطويره لتلبية حاجات المعجم. جميع هذه المنجزات، كانت قد وردت في الاجتماع الثاني للمجلس بوصفها مهامّ تعمل اللجنة التنفيذية على الإعداد من أجل تحقيقها.

بعلبكي وبشارة والبوشيخي في اجتماع المعجم الثالث


وقد أفضت المناقشات التي أُجريت في الاجتماع الثالث إلى عدد من القرارات العلمية التي شملت صورة المدخل المعجمي وترتيب مكوناته الداخلية، وضوابط التعريف، والشواهد اللغوية، وكيفية ترتيب المداخل في المعجم. وأوصى المجلس بتأليف لجنة خاصة بتجذير وتأصيل الألفاظ (التأثيل).

دلالات
المساهمون