أصيب نحو ثلاثين متظاهراً في اليمن، أثناء قيام جماعة "أنصار الله"، (الحوثيون)، بقمع تظاهرة مناوئة للجماعة، اليوم الأربعاء، في العاصمة صنعاء.
وحسب مشاركين في التظاهرة، فإن مسلحي الجماعة قاموا باختطاف أكثر من عشرين متظاهراً واقتيادهم إلى منطقة مجهولة، ولا يعرف مصيرهم حتى اللحظة، كما أكدوا أن الحوثيين استخدموا في اعتداءاتهم الحجارة والهراوات والرصاص الحي.
وتعرضت التظاهرة لاعتداءات بالرصاص الحي منذ لحظة انطلاقها عند مدخل شارع هائل، المتفرع من شارع الزبيري، حيث قامت مجموعات ترتدي زي الأمن بالاعتداء بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، في محاولة لتفريقها، ثم قامت بالتوغل بين الجموع واختطفت العشرات من المتظاهرين.
وأظهر تسجيل مصور أن مجموعة من المتظاهرات قمن بالتقدم باتجاه مسلحي الجماعة متحديات إطلاق الرصاص الحي.
وانطلقت التظاهرة استجابة لدعوة عدد من القوى المناهضة لجماعة الحوثيين، من بينها "حركة رفض"، رفضاً لما أطلق عليه "الإعلان الدستوري" الذي أصدرته الجماعة في فبراير/ شباط الماضي. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بسرعة وقف انتهاكات الجماعة وفك الحصار عن الحكومة المستقيلة ورئيسها خالد بحاح والإفراج عن المختطفين.
وفي سياق متصل، شن حزب "التجمع اليمني للإصلاح" هجوماً قوياً على الحوثيين، رداً على تلويحهم بحل الحزب.
ونشر موقع "الإصلاح نت"، المتحدث باسم الحزب، مساء الأربعاء، افتتاحية عنوانها "لا تختبروا صبرنا"، قال فيها إن "ما تقوم به مليشيا التمرد من التضييق على الحياة السياسية ومحاولة خنقها بما في ذلك التهديد بحل الأحزاب وحظر التعددية السياسية، ليس بمستغرب البتة على عصابة انقلابية متعطشة للسلطة والهيمنة وتريد التغطية على انقلابها المسلح وسطوها على الدولة وشرعنته بالقوة وسلطة الأمر الواقع".
وأضافت الافتتاحية أن "على العقلاء في جماعة الحوثي أن يحجزوا مليشياتهم ويكفوا أذاها ولا يتمادوا في اختبار صبرنا، فتغاضينا عن استفزازاتهم ليس ضعفاً ولا خوراً ولا عجزاً، لكنه ترفّع عن مجاراة السفهاء وحرصاً على أمن واستقرار هذا البلد".
وأكد "الإصلاح" أن التهديد بحل الأحزاب السياسية "عمل أرعن ينم عن عقلية جوفاء تعيش عصور ما قبل الدولة والديمقراطية والتعددية السياسية، لم تستوعب بعد معاني الشراكة والتعايش والتداول السلمي للسلطة، وهو أمر يعكس في كل الأحوال خواءً وعقماً سياسياً لدى مَن يطلقون تلك التهديدات".
اقرأ أيضاً: الرئيس اليمني: خمسة أقاليم في البلاد رفضت انقلاب "الحوثي"