وقالت مصادر قبلية، من سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن الغارات الجوية خلفت أيضاً عشرات المصابين من أهالي المنطقة، وفق شهود عيان، أكدوا تزايد حالات النزوح لعدد من الأسر. بينما قالت مصادر عسكرية مصرية إن القتلى من المسلحين، رغم عدم تقديم ما يؤكد هذه الرواية.
وقال متحدث باسم القوات المسلحة المصرية في بيان على صفحته على "فيسبوك"، إن "عناصر قوات مكافحة الإرهاب تعاونها القوات الجوية في ملاحقة العناصر التكفيرية وتوجيه ضربات مؤثرة للبؤر الإرهابية جنوب مدينتى رفح والشيخ زويد (تمكنت الجمعة من) القضاء على 60 فرداً إرهابياً وإصابة 40 آخرين".
ووجّه أهالي مناطق رفح والشيخ زويد بشمال سيناء استغاثات للسلطات المصرية لفتح ممرات إنسانية ووقف عمليات القصف الجوي. ووفق شهود عيان، فإن قوات الأمن أجبرت أهالي جنوب العريش على إخلاء منازلهم في محيط كمين الصفا تمهيداً لنسفها.
وقالت مصادر قبلية وشهود عيان إنَّ مقاتلات حربية من طراز "إف 16" قصفت مناطق بجنوب الشيخ زويد بصورة مكثفة، في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة. وأضاف شهود العيان أنَّ المقاتلات الحربية بدأت تنفيذ عمليات موسعة بقصف أهداف في محيط مدينة الشيخ زويد، بدعم من طائرات استطلاع أجرت عملية جمع المعلومات وجهَّزت الصور للمواقع التي تتعرض للقصف.
وأوضحت صفحة "سيناء 24"، إن "العسكر أجبر المواطنين على مغادرة منازلهم لهدمها بحجة قربها من كمين الصفا". وتفرض السلطات المصرية تعتيماً شديداً على العمليات الدائرة في سيناء.
ونفّذ سلاح الطيران الحربي المصري سلسلة غارات جوية وقصف عنيف على مناطق متفرقة من مدينتي الشيخ زويد ورفح، خلال الساعات الماضية، واستمرت الغارات الجوية، والتي يقدر عددها بالعشرات، منذ الساعة 11 مساء الخميس، وحتى السادسة من صباح اليوم الجمعة، أي نحو سبع ساعات من القصف.البداية كانت مع تحليق طائرات من دون طيار "مجهولة"، يعتقد أنها إسرائيلية، خصوصاً أنها قادمة من اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بحسب بعض الروايات الأهلية.
وبدأت الطائرات من دون طيار في عملية استطلاع جوي، في غضون الساعة الثامنة من مساء الخميس تقريباً، واستمرت في التحليق بشكل متقطع على مدار نحو ساعتين، وذلك لتمييز الأهالي لها والمعروفة باسم "الزنانة".
ودخلت الطائرات الحربية الـ "إف 16" الأجواء بسيناء، وتحديداً فوق مدينتي الشيخ زويد ورفح، بالإضافة للطائرات المروحية القتالية من نوع "أباتشي"، لتقصف أهدافاً عشوائية.
بالتزامن من القصف الجوي، نفذت مدفعية الجيش قصفاً عنيفاً هي الأخرى على نفس المناطق التي تقصفها الطائرات الحربية، وأصيب الأهالي بحالة من الفزع والهلع، جراء تواصل عمليات القصف العنيف، تحسباً لإصابتهم بقذائف عشوائية، مما دفع بعضهم إلى ترك المنازل والتوجه إلى الشريط الحدودي.
وكان لافتاً عدم توجه سيارات الإسعاف إلى المدينتين، تحسباً لسقوط جرحى من المدنيين جراء القصف العنيف، ودشن أهالي سيناء ونشطاء "هاشتاغ" رفضاً للقصف العنيف لتجمعات المدنيين، تحت اسم "سيناء تحت القصف".
وقالت مصادر قبلية بسيناء إن القصف الذي شنه الجيش المصري أمس الخميس يعد الأعنف على مدار العامين الماضيين، وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن القصف غير مبرر بالمرة، خصوصاً أن المناطق التي طاولها القصف لا توجد بها تجمعات لمسلحين.
واستغربت المصادر الحديث حول معسكر تدريب للمسلحين بجوار التجمعات السكنية، مؤكدة أن عناصر "ولاية سيناء" يدركون صعوبة تنفيذ هذا الأمر، وإلا سيتم إبلاغ الجيش بهذه التجمعات من خلال المتعاونين معه.
وتشير إلى أن أكثر المناطق التي تعرضت للقصف: "التومة، واللفيتات، وأبوالعراج، والسدرة، والبرث، والمهدية، والمقاطعة، والظهير، والحسينات".
فيما جاء بيان المتحدث الرسمي العسكري باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، خالياً من أي معلومات تفصيلية عن عمليات القصف العنيف.
وقال سمير، في بيان صادر صباح اليوم، إنه في إطار استكمال عملية "حق الشهيد" وعلى ضوء توفر معلومات تفيد بتجمع عدد من العناصر الإرهابية جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، قامت فجر اليوم الجمعة عناصر مقاومة الإرهاب باستهداف البؤر الإرهابية.
وأضاف أن "العملية جاءت للقصاص لدماء الشهداء من القوات المسلحة والشرطة المدنية والمواطنين الأبرياء، وتم تدمير أماكن تجمع الإرهابيين والقضاء عليهم".
ولم يذكر بيان المتحدث العسكري أن "القضاء على البؤر الإرهابية" جاء بقصف جوي ومدفعي عنيف استمر لساعات طويلة، واكتفى بالقول إن مواجهة العناصر المسلحة تمت فجر اليوم الجمعة.
اقرأ أيضاً: سيناء: مهمات استطلاعية لطائرات من دون طيار "مجهولة"