عشرات القتلى والجرحى خلال المواجهات بين المعارضة السورية و"تحرير الشام"

04 يناير 2019
ريف حلب الغربي يشهد الاشتباكات الأعنف (نظير الخطيب/فرانس برس)
+ الخط -
قتل وجرح العشرات من عناصر "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة للمعارضة السورية، وعناصر "هيئة تحرير الشام"، من جراء المواجهات المستمرة بين الطرفين في ريفي حلب وإدلب شمال غربي سورية، كما سقط ضحايا مدنيون.

وقالت عدة مصادر لـ"العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن عشرين عنصرا من عناصر "هيئة تحرير الشام" قتلوا منذ صباح أمس الخميس وحتى منتصف الليلة الماضية خلال المواجهات مع فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" في ريف حلب الغربي، الذي يشهد الاشتباكات الأعنف بين الطرفين.

وأشارت المصادر إلى مقتل خمسة عشر عنصرا على الأقل من فصائل "نور الدين الزنكي" و"صقور الشام" و"فيلق الشام" التي تشكل "الجبهة الوطنية للتحرير"، مشيرة إلى أن من بين القتلى ثمانية عناصر من "فيلق الشام" قضوا دفعة واحدة خلال محاولة السيطرة على منطقة دير بلوط شمال غرب حلب.

وأوضحت المصادر أن حصيلة الاشتباكات منذ بدايتها قبل يومين تجاوزت المائة قتيل من الطرفين، إلا أن هناك صعوبة في توثيقها نتيجة استيلاء الطرفين على جثث قتلى وتوسع دائرة الاشتباكات لتشمل معظم مناطق التماس بين الطرفين في أرياف إدلب وحلب واللاذقية وحماة.

وكانت أعنف الاشتباكات في محور دير بلوط، حيث أسفرت المواجهات عن مقتل نازحين اثنين وإصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح، كما قتل ثلاثة من النازحين وأصيب آخرون، بينهم أطفال، من جراء الاشتباكات بالقرب من مخيمات تلمنس ومعراتا وزمزم وحيش ودير سنبل.

وبدورها، أسرت "الجبهة الوطنية للتحرير" الليلة الماضية عشرة من عناصر "هيئة تحرير الشام"، إثر مواجهات بين الطرفين في بلدة حيش بالقرب من معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، كما استعادت السيطرة على محور جمعية الرحال غرب حلب وقرية بازيهر قرب مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي.

من جانبها، نشرت شبكة "إباء" وحسابات تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" على شبكات الإنترنت صورا لقتلى وجرحى قالت إنهم من عناصر "الجبهة الوطنية للتحرير" قتلوا وجرحوا خلال المواجهات بين الطرفين في ريف حلب.

ونفت "هيئة تحرير الشام" التوصل لأي اتفاق مع "حركة نور الدين الزنكي" يقضي بوقف القتال بين الطرفين، وقالت إن أي أنباء حول ذلك هي "إشاعات تنشرها الحركة بهدف الرفع من معنويات مقاتليها".

وأضافت أنها تمكنت من دخول منطقة "جمعية الأرمن" الواقعة غرب حلب بعد استسلام خمسين عنصرا من عناصر فصيلي "حركة نور الدين الزنكي" و"حركة أحرار الشام".

وتقول مصادر إن "هيئة تحرير الشام" تحاول بسط سيطرتها على دارة عزة في ريف حلب الغربي بهدف السيطرة على الطريق الواصل إلى معبر باب الهوى، وذلك بحجة مقتل خمسة من عناصرها على يد "الجبهة الوطنية للتحرير".

وبدأت الاشتباكات بين الطرفين إثر هجوم من "هيئة تحرير الشام" بداية الأسبوع الماضي، وذلك عقب مقتل خمسة من عناصر الهيئة على يد مجهولين بالقرب من بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي.

واتهمت الهيئة "حركة نور الدين الزنكي" بالوقوف وراء مقتل عناصرها، كما اتهمتها بالتهرب من الاحتكام للقضاء وتسليم الفاعلين، وذلك عبر بيانات نشرتها على حساباتها الإعلامية.

ودعا "المجلس الإسلامي السوري" المعارض، أمس الخميس،  فصائل "الجيش السوري الحر" إلى القضاء على "هيئة تحرير الشام" شمال غربي سورية. وقال في بيان له إن "تحرير الشام" أدمنت على قتل وأسر المدنيين دون رادع، وبغت على أكثر من 15 فصيلا من "الجيش الحر"، ما أضعف مواجهتهم قوات النظام.

 

وأدت الاشتباكات بين الطرفين إلى انقطاع معظم الطرق وحظر التجول، وعدم تمكن المنظمات من توزيع الخبز والطعام على مخيمات النازحين المنتشرة في المنطقة.

وفي الشأن ذاته، قال مركز حلب الإعلامي إن المجالس المحلية في بلدات معارة الأرتيق، وكفرحمرة، وحريتان، وعندان، وحيان، وبيانون، وياقد العدس،ومنطقة آسيا ناشدت الفصائل المتقاتلة بفتح الطرق لإدخال مادة الطحين إليها.

وفي وقت سابق، أعلنت "جامعة حلب الحرة" ومعهد إعداد المدرسين التابعان للحكومة السورية المؤقتة في مدينة الأتارب غرب حلب عن توقف الدوام وتأجيل الامتحانات بسبب المواجهات بين "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" بالمنطقة.

وقال مركز إدلب الإعلامي إن جامعة إدلب أجلت الامتحانات في جميع الكليات والمعاهد التابعة لها بسبب الأوضاع الأمنية، وحفاظاً على سلامة الكادر التعليمي والطلاب.