وتجسّد الاشتباكات في المدينة الفوضى التي تشهدها البلاد حيث تتنافس حكومتان وجماعات معارضة سابقة وجماعات مسلّحة، على السيطرة على مقاليد الحكم، مما يضطر العائلات إلى الفرار بحثاً عن الأمان.
ونقلت وكالة "رويترز" عن سكان محليين أنّه قُتل ما لا يقل عن 37 شخصاً في الاشتباكات الدائرة منذ أربعة أيام بين مسلحي "داعش" ومسلّحين موالين لحكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس.
اقرأ أيضاً: "داعش" يسيطر على مطار مدينة سرت الليبيّة
وأفاد مسؤول في المجلس المحلي، لوكالة "فرانس برس"، بأنّ "سرت تعيش حرباً حقيقية منذ الثلاثاء. المعارك العنيفة التي يخوضها مسلّحون من المدينة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية لم تتوقف أبداً، وسط قصف متبادل وغارات جوية".
كذلك أشار إلى أنّ "هناك عشرات القتلى والجرحى ولم نستطع حتى الآن إحصاء الضحايا من الشباب الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية، أو قتلى وجرحى التنظيم، بسبب شدّة المعارك".
وفي باريس؛ أعلن السفير الليبي شيباني أبو حمود في تصريح لـ"فرانس برس"، أمس الجمعة، أن المعارك بين عناصر "داعش" في سرت ومسلّحين من المدينة، أوقعت ما بين 150 و200 قتيل، مناشداً المجتمع الدولي التدخل.
وأضاف، "مجزرة فعلية تجري في سرت وندعو المجتمع الدولي إلى التدخل"، لافتاً إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية "أرسل تعزيزات إلى سرت وشنّ هجوماً على الأحياء السكنية التي تقاومه".
واتّهم السفير التنظيم المتطرف بأنه "يرتكب مجازر بحق السكان، حتى إن بعض الأشخاص قتلوا في منازلهم".
ودعا المجتمع الدولي إلى "التدخل لوقف تدفّق المقاتلين من الدول المجاورة أو عبر البحر لتعزيز صفوف (داعش) ولوقف وصول الأسلحة إليه".
وكانت وزارة الدفاع في الحكومة التي تدير العاصمة طرابلس، قد أعلنت، الثلاثاء، في بيان انطلاق "عملية تحرير سرت من تنظيم الدولة".
وأوضحت أن هذه العملية تتم بمشاركة "شباب وأهالي مدينة سرت وقواتنا الجوية الباسلة وثوارنا الأشاوس".
وتقوم طائرات تابعة لقوات هذه الحكومة بقصف مواقع للتنظيم في سرت منذ الثلاثاء، بينما يخوض مسلحون من المدينة مواجهات عنيفة في الحي الثالث في شرق سرت الخاضعة بكاملها لسيطرة "داعش" منذ يونيو/حزيران.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الموالية للحكومة التي تعمل شرق البلاد، أمس الجمعة، عن شهود عيان في سرت قولهم إن تنظيم الدولة الإسلامية "ارتكب إبادة جماعية بالحي رقم 3" بعدما "قصف الحي بالراجمات والأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى بينهم أطفال ونساء".
وطالبت الحكومة، في بيان مساء الخميس، نشرته على صفحتها على موقع "فيسبوك"، المجتمع الدولي "بأن يتحمل كامل مسؤولياته الأخلاقية، وألا يظل مكتوف الأيدي من دون الاستجابة لمطالب الحكومة الليبية المتكررة لردع هذا العدوان الغاشم".
واستنكرت "ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الدول الكبرى في محاربة داعش في العراق وسورية، وتغضّ الطرف عنه" في ليبيا.
اقرأ أيضاً: نذر حرب أهلية قبلية في سبها جنوب ليبيا