عشرات الضحايا بالرصاص "الراجع" في اليمن

18 اغسطس 2016
الرصاص العشوائي يحصد مئات الضحايا (العربي الجديد)
+ الخط -
أفاد مكتب الصحة والسكان بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب) بأن حوالي 82 حالة إصابة ووفاة حدثت بسبب الرصاص الراجع من الإطلاق العشوائي في الهواء خلال الثمانية أشهر الماضية.

وقال مدير مكتب الصحة والسكان بعدن الدكتور الخضر لصور، بأن الرصاص الراجع سبب 20 حالة وفاة، بينهم 14 طفلا وخمس نساء، بالإضافة إلى 62 مصاباً خلال الأشهر الثمانية الماضية، لافتاً إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية سجلت تزايدا ملحوظا في عدد ضحايا إطلاق النار العشوائي، وأن "هذا الرقم لا يشكّل سوى 20 بالمائة من إجمالي الرقم الحقيقي للإصابات".

وأوضح لصور لـ "العربي الجديد" بأن هذه الحالات تصل إلى المستشفيات غالبا كل يوم إثنين وخميس وجمعة من كل أسبوع، وهي أيام تُقام فيها الأعراس في عدن، وأن هذه الحوادث غالبا ما تحول الأعراس إلى مآتم.

وطالب لصور السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في عدن والمناطق المحيطة بها، باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة. مشيرا إلى أنها لم تكن موجودة خلال السنوات الماضية وظهرت بعد انتهاء الحرب وانتشار السلاح.

ودعا لصور منظمات المجتمع المدني والهيئات والمنظمات الدولية، أئمة وخطباء المساجد والمواطنين، إلى بذل "الجهود اللازمة للتوعية بمخاطر استخدامات السلاح وإطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات". مبينا ضرورة اتخاذ الأجهزة الأمنية الإجراءات الرادعة تجاه كل من يقدم على إطلاق الأعيرة النارية، "وإرشاد المواطنين وتعريفهم بمخاطر هذه الظاهرة حفاظا على حياتهم وتجريم ترويعهم وإيذائهم".


في السياق، تُبدي أمل الشعيبي مخاوفها من مجرد المرور في الشارع عندما تسمع إطلاق نار وإن كان إطلاق الأعيرة النارية في أماكن بعيدة. تقول لـ "العربي الجديد": "توفي ابن أحد الجيران قبل أشهر من رصاص راجع، وأشعر بأني مصابة بفوبيا من أصوات إطلاق الرصاص، وعندما أسمعها ألجأ إلى أي مكان يحميني من سقوط أي رصاص على رأسي أو أي مكان في أنحاء جسمي".

ووصفت الشعيبي ما يحدث بـ "الاستهتار" بحياة أهالي عدن. مشيرة إلى أن الأسرة هي المعنية أولا بمحاصرة هذه الظاهرة. تضيف: "يجب على الآباء والأمهات منع أبنائهم من إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات والأعراس، فالشباب هم الأكثر ممارسة لهذه الجريمة البشعة".

وعن إطلاق النار في الأعراس، حمّلت الشعيبي أصحاب العرس مسؤولية الدماء التي تراق نتيجة الرصاص الراجع، وطالبتهم بالحرص على إلزام الضيوف بعدم إطلاق النار. "من حقهم أن يفرحوا بأعراسهم، لكن ليس من حقهم تهديد حياة الناس عن طريق إطلاق النار في الهواء". مشيرة إلى أن من يطلق النار في الهواء "ربما يتحوّل إلى مجرم دون أن يعرف إذا ما أصابت رصاصاته إنسانا في مكان ما".

ويموت عدد من اليمنيين، في المدن المكتظة بالسكان، شهرياً بسبب الرصاص الراجع من السماء، بينما يبقى مرتكبو الجريمة طُلقاء لا يطبق عليهم القانون، فغالباً يظلون مجهولين لاسيما عند إطلاق النار بشكل عشوائي من عدة مناطق لمناسبات وأسباب مختلفة.