وكان جنود الاحتلال هاجموا المصلين بعد صلاة العصر بالهراوات والضرب بعنف وإطلاق قنابل الصوت، ما أدى إلى إصابة العديد منهم.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمه تعاملت مبدئياً مع 6 إصابات بالاعتداء بالضرب والكسور، وأنه تم نقل 5 مصابين للمستشفى.
وسبق ذلك منع قوات الاحتلال إدخال جنازة مواطنة للصلاة عليها في المسجد الأقصى، والذي أغلقته قوات الاحتلال ظهراً، ما أثار مشاعر غضب المواطنين والمشيعين الذين اضطروا للصلاة عليها وسط الشارع العام.
ولم يتمكن سوى عدد قليل جداً من المصلين من أداء صلاة المغرب في ساحة الغزالي على عتبات الأقصى في باب الأسباط، بينما أدى آخرون الصلاة على الإسفلت خارج أسوار البلدة القديمة، وفي شارع الواد قريباً من باب المجلس.
وأفاد شهود عيان يقيمون في عقارات تطل على ساحات الأقصى، لـ"لعربي الجديد"، بأن طواقم من شرطة الاحتلال اقتحمت بحافلات خاصة ساحات الأقصى، وقامت بأعمال مشبوهة هناك، فيما يسود الاعتقاد بأن ما جرى اليوم يمهد لإجراءات خاصة تستهدف مصلى الرحمة، رافضين ادعاءات الاحتلال بوقوع هجوم على أحد مراكزها في ساحات المسجد، أن ما جرى قد يكون مدبراً.
مثل هذه المخاوف أكدها حاتم عبد القادر القيادي في حركة فتح، وعضو مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس في تصريح صحافي لوسائل الإعلام وصلت نسخة منه لـ"العربي الجديد".
وأكد عبد القادر، أن حادث اشتعال النار في مركز الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى هو مفتعل ومبيت، وتصعيد مقصود ومخطط له من جانب الشرطة الإسرائيلية، وجاء متزامناً مع قرار المحكمة الإسرائيلية تأجيل النظر في القضية المرفوعة من المفتش العام للشرطة الإسرائيلية لإصدار قرار بإغلاق مبنى مصلى باب الرحمة، وهي القضية التي لم يتعامل معها ولم يرد عليها مجلس الأوقاف.
وأضاف عبد القادر، في تصريحات صحافية، أن حجم التغول الوحشي للشرطة الإسرائيلية في مهاجمة المصلين دون تمييز والاعتداء على الشخصيات الدينية ومدير المسجد الأقصى والقائم بأعمال قاضي القضاة واقتحام المكاتب ثم إغلاق المسجد الأقصى بوجه المصلين حتى وصل الأمر إلى إغلاق أبواب البلدة القديمة، كل ذلك يشير إلى أن هذا الحادث تم التدبير له مسبقاً لتبرير هذا العدوان الهمجي وإرسال رسائل واضحة.
وحذر عبد القادر من أن استمرار هذا السلوك العدواني هو بمثابة لعب بالنار، وأن هذا العدوان لن يزيد المقدسيين إلا عزماً وتمسكاً ودفاعاً عن قدسية المسجد الأقصى المبارك.