عشرات آلاف اليابانيين يحتفلون بعيد ميلاد الإمبراطور قبل تنازله عن العرش

23 ديسمبر 2018
شهد القصر الإمبراطوري احتشاد 82850 شخصاً (فيسبوك)
+ الخط -
قدَّم أكثر من 82 ألف شخص أمنياتهم الطيبة لإمبراطور اليابان، أكيهيتو، الذي أتم عامه الخامس والثمانين، اليوم الأحد، في آخر احتفال بعيد ميلاده في القصر الإمبراطوري بالعاصمة طوكيو قبل تنازله عن العرش العام المقبل.

وعادة ما يلقي الإمبراطور في عيد ميلاده، وهو يوم عطلة وطنية، خطاباً في القصر الذي يفتح أبوابه للجمهور. ومنصب الإمبراطور في اليابان شرفي، ولا يتمتع بأي سلطات سياسية.

وذكر البلاط الإمبراطوري أن القصر شهد احتشاد 82850 شخصاً، وهو أكبر عدد يحضر عيد الميلاد خلال عهد أكيهيتو، الممتد منذ ثلاثة عقود والمعروف بعهد "تحقيق السلام" ويتجاوز هذا الرقم عدد المهنئين الذين احتفلوا معه بعيد ميلاده الرابع والثمانين في العام الماضي وبلغ 52300 شخص.




وألقى أكيهيتو خطاباً، اليوم الأحد، للمهنئين الذين لوحوا بأعلام البلاد، وهم يرفعون هواتفهم الذكية لتصويره، وهو يقف برفقة زوجته وأكبر أبنائه الأمير ناروهيتو، وأفراد آخرين من العائلة الإمبراطورية في شرفة القصر.



وقال الإمبراطور "قلبي مع من فقدوا أفراداً من أسرهم أو أحباء لهم أو من تكبدوا خسائر ويعانون الآن في حياتهم. وذلك في تعليق على الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد في العام المنصرم".

وقضى أكيهيتو أغلب عهده، هو والإمبراطورة ميتشيكو، في تضميد جراح الحرب العالمية الثانية التي خاضتها البلاد في عهد والده هيروهيتو، وأيضاً في مواساة ضحايا الكوارث الطبيعية. وقالت كازويو توياما (46 عاماً) وهي من ناجويا: "أود أن أشكره لمساندته لنا، الشعب الياباني، وأود أن يستريح ويستمتع بوقته من الآن فصاعداً".

ومن المقرر أن يتنازل أكيهيتو عن العرش لولي عهده الأمير ناروهيتو (58 عاماً) في 30 إبريل/ نيسان المقبل. وخضع الإمبراطور من قبل لجراحة في القلب، وعلاج من سرطان البروستات.

وكان أكيهيتو قد قال عام 2016، إنه يخشى من أن تقدّمه في السنّ يجعل من الصعب عليه القيام بمهامه. وفي يوليو/ تموز الماضي، تعرّض لوعكة بعد إصابته بنقص في التروية الدماغيّة، وهي حالة لا يتدفّق فيها الدم بصورة كافية للمخ. وآخر مرة تخلى فيها إمبراطور ياباني عن العرش كانت عام 1817.

وعلى الرغم من أن الإمبراطور لا يمكنه التأثير بشكل مباشر في سياسات الحكومة، إلا أن خبراء يقولون، إن أكيهيتو خلق وعياً أعمق بماضي اليابان وقت الحرب أثناء عهده، من خلال دوره الرمزي.

وقال أكيهيتو في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام قبل عيد ميلاده "من المهم ألا ننسى الأرواح التي لا تحصى التي فقدناها في الحرب العالمية الثانية. وأن ننقل هذا التاريخ بدقة لمن ولدوا بعد الحرب". ويتناقض موقفه التصالحي مع إشارات صدرت عن رئيس الوزراء، شينزو آبي، الذي تبنى لغة خطاب لا تتضمن الكثير من الاعتذار على اعتداءات اليابان العسكرية السابقة.

وأشار أكيهيتو أيضاً إلى العمال الأجانب، وقال إنه يأمل في "أن يتمكن الشعب الياباني من الترحيب بحفاوة بمن يأتون لليابان للعمل بصفتهم أعضاء في مجتمعنا".

وسنت اليابان قانوناً هذا الشهر، يسمح بالاستعانة بالمزيد من العمال الأجانب لمواجهة النقص الكبير في الأيدي العاملة على الرغم من انتقادات وصفت القانون بأنه صيغ على عجل، ويهدد بتعريض العمال للاستغلال.



(رويترز)
المساهمون