الجميع يتأمّل المشهد اللبنانيّ اليوم. الاستحقاق كبير، ولا بدّ من أن يكون الاهتمام به كذلك. وتكثر تفاصيل ذلك المشهد وأجزاؤه. كلّ يركّز على ما يعنيه منها، إمّا للامتداح والتهليل وإمّا للذمّ والانتقاد. هذه هي اللعبة الديمقراطيّة عشيّة الانتخابات النيابيّة المزمع إجراؤها بعد أقلّ من شهرَين.
تلك اللعبة هي لعبة الكبار - البالغين أعني - والبلد من أقصاه إلى أقصاه ملعبهم. خلال مشاهدة لعب هؤلاء، تفوتنا أفواج من الصغار - الأطفال أعني - على أرض الملعب. هؤلاء يضيعون بين كبار اصطحبوهم إلى ملعبهم، ويكادون في أحيان كثيرة أن يدهسوهم لولا الأوشحة الملوّنة التي يضعونها حول أعناقهم الطريّة أو التي يعصبون بها رؤوسهم النامية أو التي يلوّحون بها بحماسة كبرى. هم تورّطوا في تلك اللعبة التي لا يفقهون قواعدها. أولياء أمورهم ورّطوهم فيها. أولياء أمورهم هؤلاء قد لا يفقهون أحياناً قواعد تلك اللعبة.
في لبنان، يُطلَق على أولياء أمور هؤلاء الصغار "جيل الحرب"، وهم يوجّهون أصابع الاتّهام إلى تلك الحرب ولاعبيها. طفولة هؤلاء ضاعت في تلك الحرب، إمّا خلال جولاتها العسكريّة وإمّا خلال فصولها السياسيّة. ويردّدون "الحرّب سرقت طفولتنا ومراهقتنا"، ويمضون وهم يدينونها. يدينونها في حين يصرّون على إقحام الصغار، صغارهم، في فصل سياسيّ جديد. ويورّطونهم في لعبة يستقبحونها.
اقــرأ أيضاً
في المشهد اللبنانيّ اليوم، أطفال يرافقون أولياء أمورهم المرشّحين خلال إعلانهم برامجهم الانتخابيّة. هم جزء من حملاتهم الانتخابيّة. لا بدّ من أن يستقطب ذلك الجماهير. كذلك ثمّة أطفال يهلّلون لمرشّح في صورة لم يحفظوا اسمه، وآخرون يدلون بتصاريح إعلاميّة مصوّرة بعدما حفظوا ما لقّنهم إيّاه آباؤهم. التصاريح تلك تأتي في بعض الأحيان "ناريّة" وتتداولها مواقع التواصل الاجتماعيّ. فتُسجَّل ردود فعل تستهجن تلك التصاريح في حال لم تكن توافق خطّها السياسيّ، ونسمع "مش حرام شو عم يعلّموا الزغار!". في المقابل، ترتسم ابتسامات مرحّبة في حال كان الصغير - أو الصغيرة - يمتدح الزعيم المفضّل أو يهجي زعيم الآخرين المفضّل كذلك، ونسمع "يخزي العين شو مهضوم وذكي!".
نشكو طفولتنا التي ضاعت، ونحمّل في لاوعينا أولياء أمورنا مسؤوليّة ما، غير أنّنا نصرّ على توريط صغارنا في اصطفافات لا يدركون حقيقتها. في الأساس، ليس عليهم إدراك حقيقتها أو معناها. ونصرّ على سرقة طفولتهم، كأنّما في الأمر "انتقام" لاواعٍ. كأنّما نقول في لاوعينا، وبالإذن من أبي العلاء المعرّي، "هذا جناه أبي عليّ... وهذا أجنيه على أولادي".
تلك اللعبة هي لعبة الكبار - البالغين أعني - والبلد من أقصاه إلى أقصاه ملعبهم. خلال مشاهدة لعب هؤلاء، تفوتنا أفواج من الصغار - الأطفال أعني - على أرض الملعب. هؤلاء يضيعون بين كبار اصطحبوهم إلى ملعبهم، ويكادون في أحيان كثيرة أن يدهسوهم لولا الأوشحة الملوّنة التي يضعونها حول أعناقهم الطريّة أو التي يعصبون بها رؤوسهم النامية أو التي يلوّحون بها بحماسة كبرى. هم تورّطوا في تلك اللعبة التي لا يفقهون قواعدها. أولياء أمورهم ورّطوهم فيها. أولياء أمورهم هؤلاء قد لا يفقهون أحياناً قواعد تلك اللعبة.
في لبنان، يُطلَق على أولياء أمور هؤلاء الصغار "جيل الحرب"، وهم يوجّهون أصابع الاتّهام إلى تلك الحرب ولاعبيها. طفولة هؤلاء ضاعت في تلك الحرب، إمّا خلال جولاتها العسكريّة وإمّا خلال فصولها السياسيّة. ويردّدون "الحرّب سرقت طفولتنا ومراهقتنا"، ويمضون وهم يدينونها. يدينونها في حين يصرّون على إقحام الصغار، صغارهم، في فصل سياسيّ جديد. ويورّطونهم في لعبة يستقبحونها.
في المشهد اللبنانيّ اليوم، أطفال يرافقون أولياء أمورهم المرشّحين خلال إعلانهم برامجهم الانتخابيّة. هم جزء من حملاتهم الانتخابيّة. لا بدّ من أن يستقطب ذلك الجماهير. كذلك ثمّة أطفال يهلّلون لمرشّح في صورة لم يحفظوا اسمه، وآخرون يدلون بتصاريح إعلاميّة مصوّرة بعدما حفظوا ما لقّنهم إيّاه آباؤهم. التصاريح تلك تأتي في بعض الأحيان "ناريّة" وتتداولها مواقع التواصل الاجتماعيّ. فتُسجَّل ردود فعل تستهجن تلك التصاريح في حال لم تكن توافق خطّها السياسيّ، ونسمع "مش حرام شو عم يعلّموا الزغار!". في المقابل، ترتسم ابتسامات مرحّبة في حال كان الصغير - أو الصغيرة - يمتدح الزعيم المفضّل أو يهجي زعيم الآخرين المفضّل كذلك، ونسمع "يخزي العين شو مهضوم وذكي!".
نشكو طفولتنا التي ضاعت، ونحمّل في لاوعينا أولياء أمورنا مسؤوليّة ما، غير أنّنا نصرّ على توريط صغارنا في اصطفافات لا يدركون حقيقتها. في الأساس، ليس عليهم إدراك حقيقتها أو معناها. ونصرّ على سرقة طفولتهم، كأنّما في الأمر "انتقام" لاواعٍ. كأنّما نقول في لاوعينا، وبالإذن من أبي العلاء المعرّي، "هذا جناه أبي عليّ... وهذا أجنيه على أولادي".